كان يوم أمس مختلفا في سوق عكاظ، إذ توافقت النسخة الخامسة من المهرجان مع ذكرى اليوم الوطني، فاكتسى السوق بالأخضر، وانتشت الأرواح بمهابة الذكرى وبهجة الوطن. جناح دارة الملك عبدالعزيز التي تشارك في السوق كان إنموذجا لهذا الاكتساء المشع بما نظمه من فعاليات خاصة عن اليوم الوطني. حيث المعلومات والصور والفيلم الوثائقي "عبدالعزيز" إضافة إلى الوثائق الأخرى التي يضمها جناج الدارة عن الدولة السعودية منذ نشأتها عام 1157ه تحت عنوان (المملكة العربية السعودية.. وطن وتاريخ) كلها كانت جاذبة لزوار السوق الذين توشحوا باللون الأخضر والعلم السعودي. مدير العلاقات العامة بالدارة عبدالله الحقيل قال: إن الجناح يقدم الترابط التاريخي بين الدولة السعودية في عهودها الثلاثة؛ الأولى والثانية والحديثة من خلال الكلمة والصورة، ويتواكب مع مناسبة اليوم الوطني، ويعزز قيمتها التاريخية والوطنية. الجناح ضم أربعة أركان تعبر عن تاريخ الدولة السعودية وأئمتها وملوكها بصورة مختصرة وشاملة، حيث يشمل الركن الأول نبذة تاريخية عن بني حنيفة، ومشجرة أسرة آل سعود المالكة، ونبذة عن الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية، ومعلومات تاريخية عن بداية قيام الدولة السعودية ووثيقة تاريخية عن اتفاق الدرعية بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله والخريطة السياسية للدولة، بينما يحتوي الركن الثاني على معلومات عن قيام الدولة السعودية الثانية تتوسطها صورة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وهو يتسلم سيف الإمام تركي بن عبدالله رحمه الله مؤسس الدولة السعودية الثانية، والملقب بالسيف الأجرب، والذي سلمته مملكة البحرين للمملكة العربية السعودية العام الماضي، أما الركن الثالث فخصص عن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه حيث ضم صورا لجلالته وبعض أقواله وبعض الأخبار التي نشرت عنه رحمه الله وتعد وثائقاً تاريخية في جريدة أم القرى، وصورة جلالته الشهيرة مع بعض أنجاله على سطح قصر المربع، والتي التقطت قبل ما يقارب ستين عاما، ويتكون الركن الرابع من لوحات مصورة تضم السير الشخصية لأبناء الملك عبدالعزيز، ممن تولوا الحكم مع صور تاريخية لهم في مناسبات مختلفة تحكي بعض المنجزات الحضارية التي تحققت خلال المئة عام الماضية، وتؤرخ للتطور المدني الذي عاشته المملكة العربية السعودية، إضافة إلى عرض فيلم "عبدالعزيز" الذي أنتجته الدارة، ويحكي قصة فتح الرياض وتأسيس المملكة العربية السعودية وتوحيدها على يد الملك عبدالعزيز. ارتياد سوق عكاظ، المتوج ببهجة وطن لم يقتصر على المواطنين فحسب، فهذه "يوتا" القادمة من لاتفيا إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا سمعت عن طريق الإعلانات بسوق عكاظ ، فهرعت لزيارته مع زوجها الذي يعمل بالطائف، فشاهدت كما تقول معالم تاريخية وثقافية وعلمية، لكن الذي لفت انتباهها وأثار إعجابها في جادة عكاظ طبقا لحديثها ل"الوطن" هي الحرف والصناعات اليدوية المختلفة، تماما مثلما استوقفتها قوافل الجمال وعروض الجادة، التي وصفتها بأنها شاهد على حضارة سابقة ينبغي الحفاظ عليها. يوتا التي تقيم بالطائف منذ عام تقريبا أكدت على أن الزائر لعكاظ تلفت نظره تلك الحرف والأدوات القديمة، مضيفة: أنها توقفت كثيرا عند الحرفيين الأردنيين، وأنهم أبهروها بأعمالهم.