لم تكن الأمسية الشعرية الثانية في سوق عكاظ بمستوى الأمسية الأولى التي أرضت ذائقة جمهور الشعر ، وبدا مدير الأمسية حسن الحازمي كمن يبحث عمن يتفاعل مع نصوص الشعراء تصفيقاً ولكنه لم يجد، إلا أنه لوحظ طلب من الشاعر عبد الله السميح لتكرار بعض أبيات نصوصه . الشاعرة العمانية بدرية الوهيبي بدأت إلقاء قصائدها في الأمسية التي ضمت عدد من الشعراء والشاعرات ، وقرأت "حواء" جاء فيها: وأجيء من رحم السماء وفي يدي تفاحتي ألهو بها وجراري تقتاتني الأيام في خطواتها وأصب طهر الأرض في أمطاري وفي نص "وردة" أشارت إلى أننا في زمن الثورات وأن "وردة" هي رمز الثورات في ظفار في أواخر الستينات بعمان جاء منها : على أيِّ روحِ تطيرُ الفراشاتُ من حزنِنا ، على أيِّ جرح تغني الزنابقُ في وحشةِ الانتظار. وفي أي كونِ تحلّقُ تلك المواجعُ في زرقةِ اللانهايات؟ أما الشاعرة زينب غاصب فقدمت عدة قصائد منها"سيرة ، برج الخطر ، أنثى ، قصائد قصيرة بعنوان اغتيال" وجاء من قصائدها : أنا زينب ابنة عبده ..وأمي تسمى هبة ولدت بأرض يطوقها البحر.. من رأسها للجنوب ..ومن شرقها للغروب "وأحبه ويحبني .. لاشأن للعذال هذا شأننا" ، "شاءوا وإن لم فالجدار بوجههم ..ونحن بالوجهين نلثم بعضنا" ، "وبكل دالية،حفرنا اسمنا..وبكل بارقة، فتحنا حلمنا". وقرأ عبدالله السميح من قصائده " بمنعرج اللواء ، الغائبون ، توقيعات على اللحن القشيري ، وترتيلة لصباحات الرياض وقصيدة أخيرة وجهها للشاعر محمد الثبيتي يرحمه الله قال فيها: طال الوقوف وضج الركب من كلل وفى المتاهة حزن غير محتمل خيامنا بعثرتها الريح فانكفأت على تخومك والأطناب في جدل أفق فديناك- مازالت- قصائدنا تساءل الرمل بين اليأس والأمل. أما آخر من وقف من شعراء الأمسية أمام منبر عكاظ الشاعر موسى عقيل الذي بادر بتحية الحاضرات قبل الحضور وألقى من قصائده " الدموع بلا جسد ، تسابيح ، أحاديث في ضمير الطريق، على جانب السفر الآخر". وشهدت الأمسية موقفين خارج سياقها الإبداعي حيث غادر مديرها الحازمي المنصة الرئيسة نحو منبر الشاعرات لإسعاف بدرية الوهيبي بجرعات من الماء بعد أن توقفت عن الإلقاء لأكثر من مرة لحشرجة داهمتها فجأة وهي تلقي قصائدها، ورددت أثناءها عبارة "أن صوتها بدأ يزمجر".