سيساعد الغاز الطبيعي الذي بدأت شركة أرامكو السعودية في ضخه هذا الشهر من حقل كران المغمور بالمياه في الخليج العربي في تقليص كمية النفط التي يتم حرقها في محطات الكهرباء هذا الصيف بمعدل 75 ألف برميل يومياً، وهو ما يعني أن المملكة ستتمكن من توفير المزيد من النفط الخام للتصدير وتحتفظ به بدلاً من حرقه. وقال مصدر في شركة أرامكو ل"الوطن" أن ال400 مليون قدم مكعب التي بدأت الشركة في ضخها إلى محطات الكهرباء مع بدء الإنتاج من حقل كران هذا الشهر ستوفر على المملكة حرق ما يقرب من 75 ألف برميل يومياً من النفط. وتعاني المملكة وهي أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم من النمو الهائل في الطلب على النفط محلياً؛ إذ إن شركة أرامكو السعودية تبيع النفط إلى شركة الكهرباء السعودية بسعر زهيد جداً يبلغ 4.3 دولارات لبرميل النفط الخفيف و 2.7 دولار للنفط الثقيل، في الوقت الذي يباع فيه البرميل بنحو 90 إلى 100 دولار في السوق العالمية. وتواجه أرامكو تحدياً كبيراً في السنوات العشر القادمة من أجل توفير المزيد من الغاز لاستخدامه في إنتاج الكهرباء في المملكة بدلاً من النفط الذي يتم حرق كميات كبيرة منه يوماً بعد يوم في محطات الكهرباء وتحلية المياه. وقال المسؤول عن إنتاج الكهرباء في أرامكو السعودية زياد الشيحة في مايو الماضي في مؤتمر في الدمام أن محطات الكهرباء في المملكة ستحتاج إلى 3 ملايين برميل يومياً من النفط لإنتاج الكهرباء بحلول عام 2020 وهو نحو أربعة أضعاف ما يتم استخدامه حالياً. وحقل كران الذي تم اكتشافه عام 2006 في المياه العميقة المتوسطة للخليج العربي، هو أحد أهم مشاريع الغاز الطبيعي لشركة أرامكو مؤخراً؛ نظراً لأن إنتاج الشركة من الغاز مرتبط بحجم إنتاج النفط كون غالبية إنتاج الغاز في المملكة من النوع المصاحب للنفط؛ ولذلك تنخفض كمية إنتاج الغاز عندما يتم خفض كمية النفط المستخرج من الأرض، أما حقل كران فهو ينتج الغاز غير المصاحب للنفط مما يعني أن إنتاج الغاز منه مستقل تماماً عن عملية إنتاج النفط. وبدأت أرامكو السعودية في شهر يوليو الجاري تشغيل مشروع تطوير حقل كران لإنتاج الغاز غير المصاحب. والمشروع مصمم لإنتاج 1.8 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الخام الجاف بحلول عام 2013 من أجل مساندة شبكة الغاز الرئيسة. ويتكون الحقل من 21 بئراً من آبار الإنتاج موزعةً على خمس منصات بحرية في المنطقة المغمورة، وقد بدأ الإنتاج الفعلي من خمسة آبار حتى الآن، وتبلغ قدرة البئر الواحدة حوالي 120 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم. وقد استهدف الإنتاج المبكر تلبية الطلب على الغاز في أوقات الذروة في فصل الصيف من قبل شركة الكهرباء والمستهلكين الآخرين، ووصلت الطاقة الإنتاجية إلى أكثر من 400 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم. وتجري حالياً أعمال الحفر في أربع عشرة 14 بئراً إضافية على ثلاث منصات، لم يتبق منها سوى 4 آبار وذلك لرفع الطاقة الإنتاجية إلى 1.5 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الخام الجاف، التي من المقرر إنجازها وربطها وتشغيلها بحلول شهر يونيو 2012.