حذرت وزارة الخارجية المصرية المواطنين من الاستجابة إلى رسائل تصلهم عبر الإنترنت من بعض محترفي النصب تطالبهم بتحويل مبالغ مالية، والحصول على بيانات شخصية أو بنكية قد يتم اختراقها والاستيلاء على أرصدتهم، وهى وسيلة جديدة من وسائل النصب والاحتيال. وأكد نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية وإرشادات السفر السفير طارق أبو سنة، أن السفارة المصرية فى لندن أفادت بأنه يتم إرسال رسائل إلكترونية للمواطنين من أشخاص مجهولين يزعمون حيازتهم لدولارات أميركية تمت مصادرتها من العراق وأفغانستان، وهذه الدولارات بها بقع تحتاج إلى محلول كيميائي مخصص لإزالتها، ويطلبون من المواطنين استيراد هذا المحلول من شركة بالمملكة المتحدة مقابل نسبة من المال"، مشيرا إلى أنه باستعلام القنصلية عن هذا الأمر تبين عدم صحة هذه المعلومات. وأضاف أن وزارة الخارجية تناشد المواطنين المصريين توخي الحذر عند التعامل مع هذا النوع من الرسائل، وعدم الانسياق خلفها مهما كانت سبل الإغراء، والامتناع عن الإدلاء بأية بيانات شخصية أو بنكية قد يتم اختراقها والاستيلاء على الأرصدة. من جهته، أرجع مدير تسويق شركة ويندوز مصر محمد صلاح سقوط البعض ضحايا لمحترفي النصب عبر الإنترنت إلى الجهل الإلكتروني، وقال صلاح، في تصريحات إلى "الوطن"، إن "وقوع كثيرين، في الوطن العربي، فريسة لاختراق الخصوصية والنصب الإلكتروني يرجع إلى عدم توفر الوعي الكامل للمستخدمين العرب بتكنولوجيا حماية الخصوصية. وأكد على وجوب توعية المستخدم بالبيانات التي يمكن جعلها متاحة على الإنترنت، والبيانات التي لا يجب جعلها متاحة، وكذلك عدم استقبال أي ملفات أثناء المحادثات مع أشخاص غير موثوق بهم، إضافة إلى عدم تصفح المواقع المشبوهة، إضافة إلى استخدام برامج دعم منع الاختراق، وكذلك رعاية الحكومات العربية لحملات التوعية التي تنظمها شركات البرمجة". من جهته، يرى أستاذ علم النفس الدكتور عادل محمد، أن "ما يحدث يؤكد من جديد إدمان البعض على المخاطرة بأموالهم طمعا في عائد سريع وضخم، كما أنه يشير إلى أن هناك حالة انعدام ثقة في المؤسسات المالية المصرية بصورة تدفع هؤلاء إلى المغامرة، كما أن سقوط مصريين كضحايا لعمليات نصب إلكتروني يؤكد وجود شريحة من المصريين الراغبين في الاسترخاء، منتظرين عائد إيداعاتهم في مغامرات مالية غير مضمونة العواقب، وهو ما يعكس ضعف وضحالة الثقافة الاستثمارية لدى تلك الشريحة من المواطنين".