قتل ثلاثة محتجين بالرصاص في صنعاء أمس، حيث جرت اشتباكات عنيفة بين أنصار الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ومعارضيه. وأوضح مصدر طبي أن ثلاثة أشخاص حوصروا وسط أعمال العنف قتلوا بالرصاص في وسط صنعاء ونقلت جثثهم إلى المستشفى الميداني في ساحة التغيير مركز الحركة الاحتجاجية. وشيعت أمس حشود ضخمة قتلى المواجهات الأخيرة الذين بلغ عددهم 83 شخصا، وسقط معظمهم في ساحة التغيير. وكانت اشتباكات الأمس أقل حدة من الاشتباكات التي شهدتها الأيام الثلاثة السابقة، وبدأت بإطلاق نار من قبل قوات الحرس الجمهوري على الناحية الجنوبية من ساحة التغيير، والقريبة من جولة النصر، قبل أن يقصف الحرس الجمهوري ساحة التغيير ومعسكر الفرقة الأولى مدرع بشكل عنيف. وطالب قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر في رسالة وجهها إلى نائب الرئيس عبدربه منصور هادي بالتدخل لوقف الخروقات التي تقوم بها القوات الموالية للنظام "حتى لا تتفاقم الأمور ويحدث ما لا تحمد عقباه". وطالب الأحمر في رسالته ب"السماح للصليب الأحمر بالدخول إلى جولة النصر وما حولها لنقل جثث الضحايا". وكانت الاشتباكات قد تركزت حدتها على طول شارع هائل القريب من جولة النصر، على الرغم من الاتفاق على وقف إطلاق النار بين القوى المتحاربة بتوجيهات من نائب الرئيس. وقضى الاتفاق بتمركز قوات محايدة تابعة لجهاز الأمن السياسي في التقاطع الذي شهد اشتباكات عنيفة خلال الأيام الثلاثة الماضية. وسبق لمصدر عسكري في الفرقة الأولى مدرع أن نفى ما تردد في الإعلام الرسمي من أن قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي استعادت السيطرة بالقوة على جولة النصر، مشيرا إلى أن الجيش المؤيد للثورة لم يتخذ أي قرار للدخول في مواجهات مسلحة مع قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس صالح. وأشار المصدر إلى أن إخلاء جولة النصر وشارع الزبيري جاء بعد تدخل شخصي من نائب الرئيس ورئيس جهاز الأمن السياسي اللواء غالب القمش والمبعوث الأممي جمال بن عمر شريطة أن يجري إحلال قوات أمن محايدة تابعة لجهاز الأمن السياسي في المكان. وفي الإطار نفسه أكد مصدر عسكري أن القوات الحكومية التزمت ب"التوجيهات التي أصدرها هادي بإيقاف إطلاق النار في العاصمة"، واتهمت الفرقة الأولى مدرع وما تسميها "عصابة الإخوان المسلمين"، في إشارة إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض بانتهاك وقف إطلاق النار، قال: إن المنشقين يقومون بقنص أفراد الدوريات العسكرية والأمنية والمارة من المواطنين والاعتداء على المنازل. وأضاف المصدر: أنه جرى تطهير جولة النصر "التي اتخذها المحتجون دروعا بشرية لهم ومبررا لإقامة المتاريس والحواجز".