أعربت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عن أملهم أن تجد الأزمة اليمنية طريقها للحل بعد التفويض الذي منحه الرئيس علي عبدالله صالح لنائبه عبدربه منصورهادي من أجل التوصل إلى اتفاق يفضي إلى توقيع المبادرة الخليجية، التي تعثر التوقيع عليها لمرات عدة. وأعلنت واشنطن أنها ترى "بوادر مشجعة" في اليمن وتأمل بأن توقع حكومة الرئيس صالح اتفاقا سياسيا انتقاليا مع المعارضة في غضون أسبوع. وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في بيان، إلى أن الولاياتالمتحدة ترى بوادر مشجعة في الأيام القليلة الماضية من الحكومة والمعارضة في اليمن تشير إلى استعداد جديد لتنفيذ انتقال سياسي في البلاد. وذكرت أن الجانبين انتهيا الآن من تحديد الإطار العام لاتفاق دائم، معربة عن اعتقادها أن "المهام الباقية ينبغي إنجازها بسرعة وتأمل بأن يتم التوصل لاتفاق وتوقيع مبادرة مجلس التعاون الخليجي في غضون أسبوع". من جانبها تعهدت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بالعمل على تقديم دعم لعملية سياسية بنّاءة تلبي تطلعات وحاجات الشعب اليمني. وقالت في بيان إنها ترحب بعزم نائب الرئيس على دعوة الحزب الحاكم والمعارضة للجلوس معاً والتوصل إلى اتفاق، ومن المهم أنه منح السلطة للتوقيع نيابة عن الرئيس صالح. وأضافت "العناصر الرئيسة موجودة، فلدينا مبادرة مجلس التعاون وغيرها من الجهود الدولية واليمنية لإجراء انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة وحدة وطنية واتخاذ تدابيرأمنية توفّر الاستقرار في كل البلاد، وهذا أمر حيوي في الفترة التي تسبق الانتخابات". وأعلنت دعمها ل"كل الجهود التي ستقود إلى توقيع سريع على اتفاق". كما أبدى وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألستير بيرت قلق بلاده العميق إزاء تدهور الأوضاع في اليمن، ورأى أن هناك حاجة ملحّة للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة في البلاد. كما دعا كافة القوى السياسية اليمنية إلى "المشاركة بحسن نية في حوارالآن تحت سلطة نائب الرئيس".وقال "نعمل مع جميع الأطراف والحلفاء لضمان حل الأزمة اليمنية في أقرب وقت ممكن". وأعلن أنه سيترأس اجتماعا في الأممالمتحدة هذا الأسبوع لمناقشة ومراجعة الوضع في اليمن مع وزراء خارجية دول المنطقة. ميدانياً استمر التوتر العسكري والأمني في العاصمة صنعاء . وخرج يوم أمس عشرات الآلاف في مسيرات ضخمة في صفوف الموالين والمناوئين للنظام في جمعة "الوعد الصادق" في شارع الستين للمعارضة و جمعة "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، حيث جدد كل طرف مواقفه من الأزمة القائمة في البلاد منذ نحو ثمانية أشهر. ودعا أنصار الحزب الحاكم الذين تجمعوا في ميدان السبعين قيادات حزبهم إلى وقف تقديم التنازلات ومواجهة التصعيد بالتصعيد والتحدي بتصعيد وتحد مماثل. كما طالبوا الرئيس صالح مجددا بسرعة العودة إلى البلاد وبالكشف نهاية الشهرالجاري على نتائج التحقيقات الأمنية في حادث مسجد دار الرئاسة. وفي المقابل تجمع مئات الآلاف في شارع الستين بالعاصمة، حيث دعا خطيب الجمعة اليمنيين إلى الالتحام بشباب الثورة في ساحات الحرية والتغيير، والوقوف بوجه "مؤامرات تمزيق الوطن". وفي تعز فتحت قوات الأمن النار وأطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على المحتجين مما أدى لإصابة العشرات منهم. ووفقا لناشطين فقد أمكن رؤية المحتجين في المدينة وهم يجرون في الوقت الذي يتردد فيه دوي الرصاص خلفهم.