قال مسؤولون بوزارة السياحة المصرية في تصريحات إلى "الوطن" إن السياحة العربية إلى مصر انخفضت بنسبة 17 % خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من 2010، رغم الحفاظ على معدلات السياحة الخليجية. وأرجعوا أسباب التراجع إلى عوامل داخلية وخارجية تشمل حالة الانفلات الأمني، التي تشهدها البلاد منذ اندلاع ثورة 25 يناير، إضافة إلى عوامل خارجية ناجمة عن الاضطرابات التي خلفتها الثورات التي يشهدها عدد من البلاد العربية منذ بداية العام الجاري. وقال مساعد أول وزير السياحة المصري هشام زعزوع إن تراجع السياحة العربية إلى مصر خلال النصف الأول من 2011 كان أقل حدة من السياحة الأجنبية، إذ إن التراجع لم يتجاوز حاجز 17%، وهو ما لا يدعو إلى القلق- على حد وصفه، بينما تراجعت السياحة الأجنبية بأكثر من 35 % خلال الفترة نفسها. وأضاف أن عدد السائحين العرب إلى مصر سجل 763 ألف سائح خلال النصف الأول، مقارنة بنحو 925 ألف سائح خلال الفترة ذاتها من 2010، أي بانخفاض قدره 162 ألف سائح، لافتاً إلى أن الوزارة تقوم بإعداد خطة لاستعادة السياحة العربية إلى مصر لأفضل ما كانت عليه في السابق. وأوضح زعزوع أن سوق السياحة العربية إلى مصر كان يمثل 14 % من إجمالي السائحين الوافدين، مؤكدا أن الوزارة تخطط حالياً لأن تصل بتلك النسبة إلى 18% مع نهاية العام المقبل"، لافتاً إلى أن الإحصاءات كشفت عن أن الأردن هو البلد الوحيد الذي ارتفع عدد سائحيه إلى مصر في النصف الأول، فيما حافظت بعض الدول الأخرى على نسبتها المعتادة مثل السعودية والكويت وقطر، فيما تراجعت حركة السياحة الوافدة من ليبيا وسورية بنحو كبير، وهو ما سيظهر مع الإحصاءات في نهاية الموسم السياحي. من جانبه، أشار رئيس قطاع السياحة الدولية بالهيئة العامة لتنشيط السياحة سامي محمود إلى تراجع السياحة العربية إلى مصر لحساب مقاصد سياحية أخرى بسبب الأحداث التي شهدتها بلاده مؤخراً، إلى جانب عوامل خارجية أخرى تشمل الثورات التي تشهدها بعض البلاد العربية، مما دفع بعدد من السياح العرب إلى إلغاء رحلاتهم المعتادة لمصر في موسم الصيف. ورغم تدني الإقبال السياحي، حظيت بعض المناطق المصرية، وبخاصة الواقعة على شواطئ البحر الأحمر بتدفق جيد، إذ قال رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية المصرية إلهامي الزيات إن السياح العرب كان لهم الفضل في ارتفاع معدلات إشغال الفنادق المصرية لنسبة 100%، خلال موسم الصيف في فنادق البحر الأحمر، مشيراً إلى أن السياحة العربية لمصر لم تتأثر كثيراً، وإن كان هناك تراجع في أعداد السائحين من بعض الدول التي شهدت سخونة مثل ليبيا وسورية. واستبعد أن تتراجع السياحة العربية لمصر لأقل من المعدلات المذكورة لأن السائح العربي اعتاد على معايشة الظروف والأحداث بعكس السائح الأجنبي. وفي سياق متصل، رصد الجهاز "المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء تراجعًا بنحو 35% من السائحين القادمين إلى مصر في الربع الثاني من 2011، مقارنة مع الفترة ذاتها من 2010، إذ وصل عدد السائحين إلى 2.2 مليون سائح مقابل 3.5 ملايين سائح. وأوضح الجهاز أن الحركة السياحية خلال الفترة من أبريل حتى نهاية يونيو 2011 لاتزال متأثرة بالتطورات الأمنية، التي تشهدها مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير. وأضاف أن السائحين القادمين من أوروبا الشرقية كانوا أكثر تأثرًا بالأحداث الأخيرة في مصر، حيث انخفض عدد القادمين منها خلال الربع الثاني بنسبة 45.6 % مقارنة بنفس الربع عام 2010 وتلتها أوروبا الغربية بنسبة تراجع بلغت 36.6 %.