تحفظت سورية على البيان الذي صدر عن مجلس جامعة الدول العربية في ختام أعمال دورته العادية أول من أمس واعتبرته "عملا عدائيا وغير بناء في التعامل مع الأزمة في سورية". وأعلن السفير يوسف أحمد رفض سورية للبيان جملة وتفصيلا واعتبره عملاً عدائيا وغير بناء في التعامل مع الأزمة في سورية ومحاولة لإفشال مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية. وعلى صعيد الأوضاع على الأرض فقد شنت قوى الأمن السورية عمليات واسعة النطاق في عدد من قرى جبل الزاوية في شمال غرب سورية أمس، حيث دعا ناشطون إلى التظاهر اليوم لإحياء ذكرى انطلاق الثورة منذ ستة أشهر ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وكتب الناشطون على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" على موقع فيس بوك "ها نحن اليوم وبعد مضي أكثر من ستة أشهر على ولادة ثورتنا المباركة نزداد يوما تلو الآخر ثقة بقرب النصر ودنو الفرج، لأننا صنعنا المستحيل الأول". وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان "تنفذ قوات عسكرية وأمنية سورية كبيرة عمليات واسعة بقرى جبل الزاوية تستخدم فيها الرشاشات الثقيلة في قصف بعض المنازل والأراضي الزراعية والأحراج". . وأكد أن القوات الأمنية قطعت الطرقات وأقامت حواجز أمنية وأجرت عمليات اعتقال. أما في مدينة حمص فأفاد المرصد أن عائلة شاب، اعتقل بعد إصابته برصاص الأمن خلال العمليات العسكرية في منطقة البساتين غرب حي بابا عمرو السبت الماضي، تسلمت جثمانه أمس. وأضاف أن قوات الجيش والأمن تنفذ "حملة مداهمات واعتقالات في قرية البرج بمنطقة الحولة وذلك إثر مقتل ثلاثة من الشبيحة برصاص مجهولين فجر أمس قرب القرية". وفي عمان أصدرت مجموعات حقوقية أردنية تقريرا اتهمت فيه النظام السوري بارتكاب "إبادة جماعية" و"جرائم ضد الإنسانية" بحق الشعب السوري. واتهمت تلك المجموعات وبينها المنظمة العربية لحقوق الإنسان ولجنة الحريات وحقوق الإنسان في حزب جبهة العمل الإسلامي، في تقريرها النظام السوري بارتكاب "إبادة جماعية عبر أفعال مؤدية للهلاك الكلي أو الجزئي لجزء من الشعب السوري". كما اتهمته خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر حزب العمل الإسلامي بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية بإطار منهجي وبهجوم واسع النطاق ومتعمد ضد مجموعة من السكان بقصد القتل العمد أو الإبادة أو التهجير القسري". وتحدثت المجموعات في تقريرها عن "تسجيل ما يزيد عن ثلاثة آلاف شهيد من المواطنين السوريين المسالمين العزل من السلاح وبأساليب قتل بشعة وتمثيل في الجثث وعدد كبير من الجرحى لا يمكن إحصاؤه". وأضافت أن "عدد المعتقلين أو المختطفين أو المفقودين يزيد عن 15 ألف مواطن سوري والعدد بازدياد يوميا". وأشارت إلى "تسجيل هجرة ونزوح ما يزيد عن 15 ألف مواطن سوري إلى تركيا والأردن ولبنان مما يشكل مأساة إنسانية".وفي المقابل حذر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الروسية من أن "منظمات إرهابية" قد تعزز وجودها في سورية إذا ما سقط نظام الرئيس الأسد تحت ضغوط احتجاجات الشوارع المتواصلة. ومن جهتها قالت المستشارة السياسية والإعلامية لرئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان إنها "لمست من الموقف الروسي كل تفهم لما يجري في سورية" مبدية ترحيبها بأي طرف روسي يزور سورية" فيما أشارت إلى أنه" لم يتحدث معها أحد بشأن وساطة لحل الأزمة". وأضافت شعبان في حديث لقناة روسيا اليوم على هامش زيارتها إلى العاصمة الروسية موسكو أن "الأولوية هي لاستعادة الأمن والاستقرار في سورية وللسير قدما بالإصلاحات واستكمال القوانين التي صدرت ومراجعة الدستور وإعادة الأمن والهدوء إلى سورية".