يلزم بعض المعلمين طلابهم بارتداء زي ناديهم المفضل، حتى لو تعارض ذلك مع ميول الطالب الشخصية، وفي المقابل يتمسك بعض الطلاب بارتداء أزياء الأندية التي يتابعونها ويفضلونها، وقد يتدخل الأب أحيانا ويفرض على ابنه ارتداء زي النادي الرياضي الذي يفضله الأب، وفي المقابل تلزم بعض المدارس طلابها بارتداء زي رياضي عام لا يتفق مع أي نادٍ رياضي بعينه، وذلك حتى لا تقع في حرج من تمايز الطلاب بألوان الفرق والأندية والمنتخبات العالمية. يقول خالد الحارثي (طالب بالصف الثالث الثانوي) إن بعض المعلمين يلزمونهم بارتداء زي رياضي لنادٍ معين وخاصة الأندية المحلية، وإن الطلاب يستطيعون معرفة النادي الذي يفضله معلمهم من الزي الرياضي لطلابه في الحصة الرياضية، مشيرا إلى أن اللون الرياضي بلونه وهويته يختلف أحيانا من مرحلة لأخرى بحسب اختلاف معلمي الرياضة في المدرسة. وأشار عبد الرحمن الشهري (طالب بالصف الثاني الثانوي) إلى أن الإلزام بارتداء زي رياضي محدد في المدارس وخاصة من قبل بعض معلمي الرياضة فيه عدم إنصاف لهم ولميولهم الرياضية المختلفة، مضيفا أن هذه الميول خاصة بهم، ولا يحق لأي أحد تغيير هذه الميول والتوجهات الرياضية أيا كانت. وأضاف أنه لم يلتزم بالزي المحدد الذي طلبه المعلم، ويحضر إلى المدرسة بزي رياضي آخر يمثل ناديا رياضيا عالميا يفضله، ولكن المعلم أمره بالالتزام بالزي المحدد الذي طلبه، واضطر إلى الالتزام بما يريده المعلم، خوفا من عقوبات قد تفرض عليه. وقال أحمد الخالدي (طالب بالصف الأول الثانوي) إن الالتزام والنظام أمران مطلوبان في كل مكان، ولكن الالتزام بالزي الرياضي المحدد والذي تطلبه المدرسة أو المعلم أمر يقتل ميول الطلاب، ومحبتهم لناديهم ولاعبيهم المفضلين، وذكر أن بعض المعلمين يلزمون كل مرحلة دراسية بلون مختلف، وأحيانا الإلزام يكون لفصل دون آخر، وذلك لتمييز الفصول واللاعبين، وكذلك المرحلة كاملة. وبين أن "هذا الإلزام تفرضه كثرة عدد الطلاب، لكنه يدل على الاستخفاف بالطالب وميوله ومحبته لناديه المفضل، مشيرا إلى أن المعلم نفسه أحيانا لا يلتزم بالزي الرياضي، وحينما يحقق ناديه نصرا ما، نراه يرتدي الزي الخاص بهذا النادي، مما حدا ببعض الطلاب إلى تحدي معلم عاقبهم ذات مرة حينما ارتدوا زيا رياضيا خاصا بناديهم المفضل الذي حقق نصرا رياضيا، واحتدم النقاش بينهما، حتى وصل إلى تقديم طالب شكوى ضد معلمة لإدارة المدرسة التي تفهمت الموضوع وحلت المشكلة وديا بين المعلم والطلاب". في المقابل أكد محمد الزهراني الطالب بالمرحلة الابتدائية أن مدرسته لا تلزمه بزي رياضي معين، وأن معلمه ترك لهم الحرية في اختيار الزي الرياضي الذي يفضلونه. وقال سالم القرشي (طالب بالمرحلة المتوسطة) إن الإلزام بارتداء زي رياضي لا يكون من قبل المدرسة، ولا معلم الرياضة، بل يكون أحيانا من قبل والده الذي يجبره على ارتداء زي رياضي يفضله الوالد، مما جعله يضطر لشراء زي ناديه المفضل، ويرتديه في المدرسة، وخلال الحصة الرياضية. وبين مدير الإعلام التربوي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الطائف عبدالله عيضة الزهراني أنه ينبغي لأي مدرسة وأي معلم ألا يلزم الطالب بأي زي رياضي معين، وأشارإلى أن مديرعام التربية والتعليم بالمحافظة محمد أبو رأس وجه جميع مدارس البنين بعدم إلزام الطلاب بزي رياضي موحد، وإنما على الطالب أن يرتدي الزي المناسب دون أن يشير لنادٍ رياضي معين محليا كان أو عالميا، مشيرا إلى أن بعض إدارات المدارس أو المعلمين يوجهون بارتداء لون محدد لكل فصل للتمييز بين الصفوف. وذكر اختصاصي الطب النفسي بجدة الدكتور عدنان عاشور أن هذا الإلزام إذا كان من قبل ولي أمرالطالب يعبر عن عدم الاكتراث برغبة الطالب الشخصية، ويكون أمرا غير متقبل له أبعاد أخرى كالكبت، وعدم قبول الرأي الآخر. وأشار إلى أن هذا الإلزام أيضا له أبعاد إيجابية أخرى، وخاصة إذا لم يكن فرضا على طالب بعينه، وإنما يكون الإلزام للجميع، فهذا يعود الطلاب على حب النظام، والترتيب، والالتزام بضوابط وقوانين تنمي حب النظام والانتظام مع الجماعة. ويرى الاستشاري النفسي الدكتور رجب بريسالي أن "فرض لون رياضي معين على الطلاب له شق مادي وآخر نفسي، فالمادي يتمثل في شراء أطقم رياضية معينة لا تثقل كاهل الأبوين، لأن الأطقم الرياضية كما هو معروف مرتفعة الثمن". وأضاف أنه من الناحية النفسية الشخصية فإن فرض زي رياضي لأي نادٍ عالمي خارجي على الطالب يضعف الانتماء لأندية الوطن، وأيضا إذا كان الزي المفروض يحمل شعار أي نادٍ محلي، فإنه يؤدي إلى التعصب الرياضي الممقوت، ويشوش فكر وذهن الطالب . وطالب بريسالي وزارة التربية والتعليم بتوحيد ألوان الزي الرياضي في جميع المراحل التعليمية، بحيث تدل على الانتماء الوطني لهذا الوطن، فمثلا يكون الزي الرياضي للمرحلة الابتدائية باللون الأبيض، والمرحلة المتوسطة باللون الأخضر، والمرحلة الثانوية تجمع بين اللونين الأخضر والأبيض.