في الوقت الذي كان المنتخب السعودي يسرق الألباب خلال مشاركته في مونديال 1994 حيث سجل سعيد العويران هدفاً أسطورياً في مرمى بلجيكا، وتألق فؤاد أنور بثنائية صعبة التكرار ضد منتخبي هولندا والمغرب، واعتلى ماجد عبدالله روؤس الهولنديين في لقطة فريدة، وحصل خالد مسعد على إعجاب الهولندي ريكاردو الذي تساءل أين يحترف قبل أن يكتشف أنه هاو. في ذلك الوقت كان الحكم الدولي السعودي خليل جلال يتابع زمن الأخضر حيث كان يدرس في ثانوية السروات في ضاحية الظفير بمنطقة الباحة (جنوبي المملكة)، وكان يمني النفس أن يقوده حظه لأن يصبح صقراً ضمن كتيبة الصقور. لم يكن الشاب السعودي جلال يعلم أنه سيكون محط أنظار الجميع كما هو الحال مع منتخب المملكة 94 من خلال تواجده في المونديال، لكن ليس لاعباً، إنما حكماً رابعاً يذهب ليخطف لقطة تاريخية بالوقوف أمام أكثر نجوم العالم إثارة داخل وخارج الملعب، وهو دييجو مارداونا الذي استبدل قميص منتخب بلاده بكرافتة التدريب. كان جلال يمثل في تلك اللقطة حضوراً سعودياً تسرب إلى كل وسائل الإعلام العالمية، التي خطت تحت الصورة أن هذا الحكم قادم من السعودية، حتى لو كان مد منتخبها قد انقطع عن النهائيات. وظهر جلال هادئاً مع اللاعب الذي سبق له المجئ للمملكة ومشاركة الأهلي احتفالاته في اليوبيل الذهبي عام 1987من خلال مواجهة الأهلي مع بروندبي الدنمركي التي شارك فيها الأهلاويين احتفالاتهم. ورشح جلال من قبل الفيفا ضمن قائمة أفضل 50 حكماً دولياً في العالم 2008، وله عدد من المشاركات المحلية والدولية أبرزها إدارته مباراة افتتاح مسابقة كرة القدم في الألعاب الأولمبية الصيفية 2008 بين البرازيل وبلجيكا في بكين، وإدارة مباراة افتتاح كأس العالم للأندية 2006 بين الأهلي المصري وأوكلاند سيتي النيوزلندي في طوكيو، إضافة إلى عدد من المباريات المحلية والدولية المهمة، ومنها مباراة التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بين اليابان وأستراليا، كما شارك في مونديال 2006، والآن في مونديال 2010. ويعد جلال رابع حكم سعودي يقود مباريات في المونديال، بعد فلاج الشنار (1986 في المكسيك) وعبدالرحمن الزيد (1998 في فرنسا) وعلي الطريفي (2002 )في كوريا الجنوبية واليابان.