ما إن تسخن حرارة الصيف ويشتد القيظ حتى تغزو الفواكه الصيفية شوارعنا قبل موائدنا، ويتحول عدد من سيارات الدفع الرباعي إلى محال خضار وفواكه متنقلة، وذلك من خلال عدد من الباعة المتجولين الذين يتوزعون على شوارع العاصمة الرئيسية والمخارج وأحيانا تحت الكباري، وهؤلاء ليس لهم مصدر دخل آخر سوى تجارة الفواكه شتاء وصيفا، حيث يجدون ارتياحا كبيرا مع زبائنهم الذين أصبحوا على علاقة وطيدة معهم تبدأ ب«حبحب ع السكين» وعربونها تذوق عنقودا من العنب. «شمس» جالت بصحبة الذين اعتادوا الشراء من محال الخضار وتحدثت مع الباعة الذين طلبوا منا الوقوف معهم وطلب السماح لهم من قبل البلدية. في البداية راقبنا الموقف من بعيد بين البائع والزبون أحمد السالمي الذي سأل البائع عن سعر الحبحب «الجح»؛ فأخبره بأن الواحدة ب«25» ريالا، إلا أنه استطاع اقتناص «حلوة حمراء» ب«15» ريالا بعد محاولة من المشتري لم تستمر طويلا. هناك مشتر آخر لم يكلف نفسه النزول من السيارة، بل نادى البائع الذي بدوره ركض صوب السيارة ليعود إلينا بابتسامة فيها انكسار يبادرنا: «الرجل يريد نعناع المدينة ولم يدر أن تخصصي العنب والحبحب». يقول البائع فرج بن صالح الذي أمضى خمسة أعوام في هذه المهنة: «الناس يأتون إلينا لأننا أرخص سعرا من محال الخضار والفواكه التي لا نلوم أصحابها لأن لديهم التزامات من إيجار ورواتب». وذكر أنه وجد في هذه المهنة ضالته لأنها لا تتطلب سوى مهارة البيع والشراء التي يتقنها جيدا. وذكر البائع أن يومه عادة يبدأ قبل صلاة الفجر بالنزول إلى الحراج من أجل تحميل سيارته وينتهي في ال 9.00 مساء بعد تصريفه السواد الأعظم من البضاعة، وهم في انتظار الرمان الطائفي والمانجو الجازاني؛ لأن كثيرا من الزبائن يطلبونه ولا يجدونه. في مكان آخر، بائع يطلب منا عدم التصوير لأنه يخشى أن نعطيها البلدية، إلا أننا بددنا مخاوفه عندما أخبرناه بأننا بعد تصويرنا سنشتري من الفواكه الموجودة لديه. وكان حينها يفاصل مع زبون حول كرتوني برتقال «أبو صرة» طلب منه المشتري أن يحملها إلى سيارته ثم عاد إلينا مبتهجا بالريالات التي كسبها: «نحن نصرف على بيوت، ونتمنى أن يضعوا لنا أماكن مخصصة، وأن تكون هناك إنسانية في التعامل معنا من موظفي البلدية».