يحل حكيم شعراء الجاهلية زهير بن أبي سلمى ضيفاً من "العيار الثقيل" على النسخة الخامسة لسوق عكاظ هذا العام، حيث تتناول المسرحية الرئيسية شخصية الشاعر، متجاوزة مرحلتها التاريخية إلى لحظات تاريخية أخرى تمتلك تعقيدات متشابهة مع العصر الحالي. المسرحية التي تواصل بروفاتها النهائية هذه الأيام بين الرياض والطائف، اتكأت على موروث زهير بن أبي سلمى من روايات وقصص وبحوث، واستثمرتها لإبراز ما يمثله الشاعر من حكمة وبصيرة إزاء ما أحاط به من أحداث معقدة اندلعت بسببها نزاعات وحروب، مستكشفة العوالم الدرامية لهذه الشخصية، ومبتعدة في الوقت نفسه عن السرد التاريخي لحياة الشاعر حيث تستحضر الحياة السياسية والاجتماعية في ذلك الحين وتسقطها على أحداث راهنة. وتبدأ المسرحية من الزمن الذي توقفت فيه حرب "داحس والغبراء" انطلاقاً من جثث قتلى المعركة من "عبس وذبيان" بأسلوب درامي غير مباشر، كما يوضح منتج المسرحية عمرو جابر القحطاني قائلاً: "نقدم زهير بن أبي سلمى كشاعر أسهم في خلق السلام في عصره، وهو الأمر الذي نحتاج إليه في زماننا هذا، وركزنا في استحضارنا للماضي على عنصر السلام وقوة الصف الواحد كمطلب أساسي". واستطرد: "أبدع الكاتب الدكتور شادي عاشور في هذا العمل من خلال قراءته للحدث وإسقاطه على الوقت الراهن، كما رسم المخرج رجاء العتيبي شكلاً بصرياً خلاقاً سيجسد أحداث العمل على خشبة المسرح بطريقة إبداعية تتكامل فيها العناصر الفنية، لتظهر بصورة تتوازى مع مسرح عكاظ، والذي يعد اليوم أهم مسرح جاد يقدم في السعودية، من خلال مساحة الطرح والمعالجة لموضوعاته، التي اكتسبها من وعي القائمين على سوق عكاظ وحرصهم على خلق الجديد ودعمه بجميع السبل". وبدوره، قال مؤلف المسرحية الدكتور شادي عاشور: "كتبت الشاعر زهير من خلال اصطياد لحظات محددة في تاريخه الشخصي، فما التقطت من حياته ما كان جديرا بأن يكون مسرحية قابلة للعرض، فلم أكتب زهير ذاته، وإنما كتبت روح زهير"، وتابع: "كتب النص كمقاربات تتقاطع مع أحداث الوقت الحالي، ولم تنقل زهير القابع في أذهاننا، حيث ابتدعنا شخصية ثانية للشاعر، من خلال منهجية تختلف عن منهجية الباحث العلمي، فالمسرح يقدم فكرا وتحليلا ومعالجة، وليست وظيفته فقط نقل التاريخ". عمرو القحطاني من جانبه، أبان مخرج المسرحية رجاء العتيبي أن تقديم شخصية زهير "يأتي من خلال فلسفة واعية قرأت تاريخ الشاعر جيداً، وستظهره كنص بصري مواز يدعم فكرة النص ككل ويعزز عناصره"، مشيراً إلى أن مهمته الأساسية كمخرج للعمل هي "إظهار عمل ملحمي كبير كمسرحية زهير، تتركز في تصميم عرض بصري قائم على شروط السينوغرافيا من خلال تأثيث الفضاء المسرحي بفرجة بصرية مستمرة لا تنقطع، ومليئة بالدهشة والتكوينات والعلامات، إذ نتطلع لأن يكون العمل قيمة مضافة للمسرح السعودي". رجاء العتيبي ويضم طاقم عمل المسرحية كلاً من الدكتور شادي عاشور مؤلفاً، رجاء العتيبي مخرجاً، وبطولة عبدالله عسيري، ويعقوب الفرحان، وتمثيل شجاع نشاط، عبدالله فهاد، فيصل الحلو، محمد الشدوخي، وخالد الصقر، وتنفيذ السينوغرافيا سعود العبداللطيف، وتصميم الديكور محمد عسيري، وإشراف عام عمرو جابر القحطاني، وستقدم المسرحية في خمسة عروض مسائية تبدأ عند الساعة 9.30 مساء، ويستمر كل عرض منها لنحو 30 دقيقة، وسيكون العرض متاحاً لجميع أفراد الأسرة، انطلاقاً من رسالة السوق الموجهة إلى جميع أفراد المجتمع.