• يتطلب "الربيع العربي" الذي اجتاح العالم العربي هذا العام أن تقوم الهيئات الحكومية والتنموية والاقتصادية بإعادة النظر في نهجها تجاه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن تعيد تعريف مفهوم الاستقرار والمخاطر. هناك كثير من إمكانات التغيير الإيجابي إذا عومل بشكل صحيح مع الأسباب المعقَّدة للاضطرابات، وهي أسباب ذات أبعاد سياسية، واقتصادية، وديموجرافية، واجتماعية. ولا يمكن فهم المشاكل الاقتصادية للمنطقة بشكل صحيح في معزل عن السياسة، والمساعدات المالية لن تحل القضية بشكل جذري. ومن ناحية أخرى، التعامل مع القضايا السياسية وحدها لن يكون كافياً لتلبية طموحات الشعوب. ففي كل بلد عربي شهد اضطرابات مؤخراً، ركَّز المحتجون على مطالب سياسية واقتصادية يمكن تلخيصها على أنها مطالب تتعلق بالخبز والكرامة. يمكن أن تصبح الثورات شرسة بسرعة إذا لم تتحسن مستويات المعيشة وتتراجع أعداد العاطلين عن العمل. حول هذا الموضوع تعقد مؤسسة "تشاتهام هاوس" البريطانية للأبحاث مؤتمراً دعت إليه مجموعة من أبرز الخبراء من ميادين وتخصصات مختلفة، تضم وزراء، ومصرفيين، وناشطين شبابا عربا، ورجال أعمال، وممثلي نقابات عمالية، وأكاديميين، ومفكرين. يناقش المؤتمر، الذي يُعقد يوم الاثنين 12 سبتمبر بمقر تشاتهام هاوس في لندن، أساليب فهم وتحسين القضايا الاقتصادية في العالم العربي.