تبذل دوائر دبلوماسية غربية مساعي حثيثة لنزع فتيل التوتر الأمني المتصاعد في اليمن والناجم عن التنامي المطرد لمظاهر التسلح من قبل القوات الحكومية والقوات المنشقة ومجاميع قبلية، في ظل مخاوف من سحب المبادرة الخليجية لحل أزمة نقل السلطة في البلاد ونقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي. وأكدت مصادر سياسية مطلعة أن مداولات أجراها أول من أمس وفد من رؤساء الممثليات الدبلوماسية الغربية في اليمن مع قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر كرست لإقناعه بعدم التصعيد، مشيرة إلى أن الأحمر نفى علاقة قواته بمظاهر التصعيد العسكري في العاصمة وعدد من المدن الرئيسة المجاورة. وأشارت المصادر إلى أن الأحمر حمل من وصفهم ب"قيادة الحرس العائلي" بافتعال التصعيد العسكري القائم في العديد من المدن بهدف السعي إلى جر البلاد إالى منزلق الحرب الداخلية. وأوضحت المصادر أن السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فالرستاين طلب من اللواء الأحمر خلال استقبال الأخير له بمكتبه بالقيادة العسكرية لفرقة اللواء الأول، أن يسهم في إقناع قيادات أحزاب المعارضة الرئيسة والقوى الأخرى المناوئة للنظام "على التعاطي بإيجابية مع المبادرة الأخيرة المطروحة من قبل حزب المؤتمر الشعبي العام والتي أعلن عنها خلال الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته خلال اليومين الماضيين اللجنة العامة للحزب الحاكم لتسوية الأزمة السياسية القائمة على أرضية المبادرة الخليجية". واتهمت المعارضة النجل الأكبر للرئيس صالح، قائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبد الله صالح باتخاذ قرار بتفجير الصراع المسلح في البلاد، معتبرة أن تأخر تنفيذ هذا القرار جاء نتيجة ضغوط مارسها نائب الرئيس عبدربه منصور هادي على نجل الرئيس من خلال تهديده بالاستقالة من الحزب الحاكم ومنصبه كنائب للرئيس بحال اندلعت شرارة مواجهات مسلحة واسعة النطاق بين القوات الحكومية والقوات الموالية للثوار أو المجاميع القبلية من أتباع الشيخ الأحمر. ميدانيا قتل مدنيان اثنان وأصيب 23 آخرون بجروح بسبب غارات لسلاح الجو اليمني على منطقة خاضعة لمقاتلين يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة في جنوب البلاد. وأعلن مسؤول محلي أن سلاح الجو استهدف مساء أول من أمس مباني عدة كان يتحصن فيها ناشطون إسلاميون في جعار في محافظة أبين ومن بينها مستشفى الرازي ومدرسة. وأضاف أن 13 مقاتلا إسلاميا قتلوا بحسب حصيلة تعذر تأكيدها من مصدر مستقل.