أزال قرار لجنة الإشراف على الانتخابات في الأندية الأدبية بتمديد فترة استقبال طلبات أعضاء الجمعية العمومية لنادي الأحساء الأدبي لإعادة الانتخابات حتى الأحد المقبل حالة الاحتقان التي سادت المحافظة عقب انتهاء المهلة السابقة مساء أول من أمس، والتي أسفرت عن عدم اكتمال النصاب المطلوب لإعادة الانتخابات التي رفعت ضدها خمسة طعون، دفعت لجنة الإشراف إلى تشكيل لجنة معنية بتسجيل أسماء أعضاء الجمعية العمومية لنادي الأحساء الأدبي الراغبين في إعادة الانتخابات، وفق آلية تنص على أن يُسجِّل كلّ عضو اسمه شخصيا لدى اللجنة المكلّفة في مقر النادي. وستُحدِّد لجنة الإشراف على الانتخابات موعدا لعقد الجمعية العمومية وإعادة التصويت لاختيار مجلس الإدارة إذا اكتمل النصاب المطلوب وهو 350 عضوا أي ما يمثل ثلثي أعضاء الجمعية العمومية. ويأتي هذا التمديد سعيا من لجنة الإشراف على انتخابات الأندية الأدبية لتحقيق الأهداف المرجوة في إشاعة ثقافة العمل التعاوني وتحمل المسؤولية والتدرّب على تقدير الاختيارات وتغليب المصلحة العامة والعمل بروح الفريق الواحد للنهوض بثقافة بلادنا، طبقا لمصدر مسؤول في وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام. وعزا الدكتور خالد الحليبي (مرشح خاسر) وأحد الطاعنين في النتيجة امتناعه عن تسجيل اسمه لدى لجنة تسجيل الراغبين في إعادة الانتخاب إلى عدم نظامية ذلك – على حد قوله -، موضحا أن المادة ال23 من لائحة الأندية الأدبية، تشير إلى أنه يجوز أن تعقد الجمعية العمومية اجتماعا استثنائيا بناء على طلب موقع من عدد لا يقل عن ربع الأعضاء العاملين، وليس ثلثي الأعضاء، ويعد الاجتماع نظاميا بحضور أكثر من ثلث الأعضاء، موضحا أن هناك فارقا بين ربع الأعضاء (132 عضوا)، وثلثيهم (350 عضوا). وأكد مرشح خاسر – طلب عدم نشر اسمه - أن معظم أعضاء الجمعية العمومية للنادي، توقعوا عدم اكتمال النصاب لإعادة الانتخاب، بسبب التوقيت غير المناسب لكثير من الأعضاء، وسفر البعض منهم، لا سيما أنه يشترط أن يسجل كل عضو شخصيا لدى لجنة التسجيل المكلفة، وكذلك بسبب إصرار وكالة الوزارة على إعادة التصويت الإلكتروني مرة أخرى، بجانب تحفظ عدد من الأعضاء على مبررات وكالة الوزارة على الأرقام الإحصائية في عملية التصويت، وعدم قناعتهم بدقة تلك الأرقام والمبررات. بدوره، أوضح رئيس مجلس إدارة النادي المنتخب الدكتور ظافر الشهري أن هدف جميع المثقفين والمثقفات في الأحساء، هو خدمة النادي والاستمرار في عطائه كما كان، متمنيا من الأعضاء الالتفات حول النادي والإسهام بشكل إيجابي في دفع الحركة الأدبية والثقافية في المحافظة كما هو مأمول منهم دائما، مؤكدا أنه على ثقة أن النادي سيبقى متميزا بتضافر وتكاتف الجميع وليس بمجهود فرد، فالنادي هدية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله - لمثقفي ومثقفات الأحساء، معتبرا الاجتهادات التي حصلت من بعض الأعضاء بعد الانتخاب لهم فيها كل الحق، وأنهم ينشدون المصلحة العامة، مع سعيهم بشكل جاد مع مجلس الإدارة في الارتقاء ببرامج النادي وفعالياته مستقبلا، لافتا إلى أن تجربة الانتخابات هي تجربة أولى، ويجب تقبلها من الجميع والسعي مع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية في إتمامها، وبخصوص الملاحظات التي قد تطرأ فهي ظاهرة طبيعية لكل عمل في بداياته، والمستقبل كفيل بتلافيها وإصلاحها، ويجب استيعابها. فيما دعا نائب رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور خالد الجريان جميع المثقفين الأحسائيين إلى أن يلتفوا مع بعضهم البعض لبناء كيان أدبي يتطلع إليه ولاة أمرنا وأبناء وطننا الغالي ومحافظتنا الحبيبة، وألا ننظر إلى الأسماء، فخدمة الأدب الأحسائي يجب ألا تتوقف على أشخاص معينة، فصدورنا وقلوبنا مفتوحة قبل أبواب النادي. وقال: إن ثقافة الانتخاب لنادي الأحساء الأدبي كانت حدثًا جديدا بغض النظر عن وصف البعض، حتى بان عوار كثير منهم بكيل التهم للوزارة والقائمين على الانتخابات، وهنا يبين بشكل واضح جلي أننا فعلا بحاجة إلى فنون للتعامل مع مثل هذه الأحداث، وبحاجة ماسة إلى الحكمة والروية قبل الشروع في الغوغائية التي صدرت من أناس هم أرقى الناس في المستوى العلمي والفكري والثقافي، كنت وما زلت أمني نفسي بأن يرتقي أسلوب كتابنا في الحديث عن ثقافة الانتخاب، وأن تكون التحليلات وفق منهج أدبي راق يرتقي بنا جميعا نحو البناء الفكري والثقافي، وإنَّ ثقافة الانتخاب لم تسقط كما اتهمها البعض بل تؤكد لنا سقوط النخبويين الذين تحاملوا عليها حينما لم تخرج أسماؤهم في سجلات المنتخبين، وهذا لا شك مزلق خطير زلت به أقلامهم الجارحة وسيتجرعون مرارتها سنوات طويلة. وأكد الجريان أن الوزارة أحسنت الظن بالطاعنين ممن ارتأوا إعادة الانتخاب، وأرسلت موفدا إلى النادي لاستقبال أعضاء الجمعية العمومية. ورأى عضو مجلس إدارة النادي الشاعر صالح الحربي أن المشهد الأحسائي، لا يتوقف على شخوص معينة، تظن أنها راعية المشهد الثقافي في المحافظة، وأن ما حصل في النادي أخيرا من طعون في انتخابات مجلس إدارته بسبب الأجهزة يدل على ضعف في النفوس. ومضى يقول: لا أعتقد أن هذه النفوس ارتقت إلى ثقافة الانتخابات وثقافة التكنولوجيا والإنترنت، والمشهد الثقافي، مؤكدا أن الأعضاء المنتخبين سيثبتون للجميع في الأيام المقبلة حراكا ثقافيا غير مسبوق. وأضاف الحربي: لا يزال في نفسي عتب على أولئك الذين أحسنا الظن بهم حينما عينتهم الوزارة ولم نعترض عليهم بل وقفنا معهم صفا واحدا من أجل ثقافة وطننا، وكان الأجدر بهم الوقوف بجانبنا ودعمنا، متمنيا من مثقفي الأحساء البعد عن التكتلات. وكانت اللجنة المعنية بتسجيل أسماء الراغبين في إعادة الانتخابات، أنهت أعمالها عند الساعة التاسعة من مساء أول من أمس الأربعاء بتسجيل 11 شخصا راغبا في إعادة الانتخابات (9 رجال، سيدتان)، وتكونت اللجنة من محمد العجمي "للرجال"، ومريم البكر "للسيدات". واقتصر تسجيل الأسماء على الحاضرين شخصيا، حيث رُفض رجل تقدم للقسم الرجالي نيابة عن زوجته. بينما كانت وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام قد أعلنت وجود أخطاء في آلية التصويت خلال الانتخابات التي جرت في الثامن من رمضان المنصرم، وأرجعت حدوث الأخطاء إلى انقطاع التيار الكهربائي، ما دفعها لتشكيل اللجنة المعنية المشار إليها أعلاه.