صرّح متحدث باسم ثوار ليبيا أن الثوار يحاصرون العقيد معمر القذافي، وأن القبض عليه أو تصفيته ليس إلا مسألة وقت. وذكر الموقع الإنجليزي لقناة «ليبيا-الأحرار» أن المتحدث باسم المجلس العسكري في طرابلس أنيس الشريف رفض تحديد مكان القذافي، إلا أنه أكّد أنه لا يزال في ليبيا. وأوضح أن تقنيات عالية ومعلومات استخباراتية بشرية ساعدت في الوصول لمكانه. وقال: إن القذافي محاصر في منطقة نصف قطرها 60 كلم تطوقها قوات تابعة للمجلس الانتقالي الليبي. وأكد الشريف أن القذافي لن يستطيع الهروب وأن الثوار يستعدون لاعتقاله أو قتله. وكان مسؤول عسكري كبير في القيادة الجديدة لليبيا قال في وقت سابق إن آخر مرة رصد فيها القذافي كان متجها إلى الحدود الليبية الجنوبية. وذكرت مصادر عسكرية في فرنسا والنيجر أن عشرات المركبات التي تقل قوات موالية للقذافي عبرت الحدود إلى النيجر. وقال هشام أبو حجر الذي ينسق جهود البحث عن القذافي إن الانباء تشير إلى أنه ربما كان في منطقة قرية غات بجنوب ليبيا على بعد نحو 300 كيلومتر الى الشمال من الحدود مع النيجر قبل ثلاثة أيام. وقال أبو حجر الليلة قبل الماضية «إنه خارج بني وليد فيما اعتقد. آخر مرة رصد فيها كان في منطقة غات. رأى الناس السيارات تسير في ذلك الاتجاه.. وعلمنا من مصادر كثيرة انه يحاول المضي جنوبًا باتجاه تشاد أو النيجر». إلى ذلك، أكّد رئيس المجلس العسكري للثوار الليبيين في طرابلس عبدالحكيم بلحاج ان الثوار ليست لديهم «أي أجندة خاصة تخيف لا غرب ولا شرق»، مشددًا على أن ليبيا لن تتحول الى عراق ثان. وقال بلحاج في مقابلة أجريت معه في مكتبه في منطقة سوق الجمعة وسط شرق طرابلس ليل الثلاثاء «اؤكد ان الثوار ليست لديهم اي اجندة خاصة تخيف لا غرب ولا شرق». واضاف «لم نرتبط في يوم من الايام مع تنظيم القاعدة بوحدة فكرية، كل ما في الأمر أننا وجدنا في ساحة واحدة في وقت واحد وهذا لا يعني أن نكون على ارتباط فكري». وبينت وثائق تابعة لجهاز استخبارات القذافي واطلعت عليها فرانس برس أن وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي اي) اعتقلت عبدالحكيم بلحاج في بانكوك في 2004 ورحّلته قسرًا إلى ليبيا حيث سجن في سجن أبو سليم الشهير لسبع سنوات. وأكّد بلحاج في وقت لاحق أنه تعرّض اثناء اعتقاله للاستجواب على أيدي ضباط استخبارات بريطانيين. وقال بلحاج: «نحن ممتنون لكل من وقف معنا والى جانب قضيتنا، وقد تمثّل هذا الدعم قي القرار الدولي 1973 ومعناه الوقوف في صف العدالة بوجه حاكم شمولي دكتاتوري». ونص القرار الصادر في مارس على فرض حظر جوي على ليبيا بهدف «حماية المدنيين الليبيين». وعن المخاوف من امكانية وقوع اعمال عنف في ليبيا كما يحصل في العراق بعد التخلص من نظام صدام حسين، شدد بلحاج على انه «لا مجال للمقارنة بين العراق وليبيا، سواء كان اجتماعيا او غيره، ففي ليبيا لا توجد ولاءات اجنبية ولا احزاب واتنيات عرقية ولا خصومة سياسية». كما رأى انه «لا وجه مقارنة من زاوية التدخل العسكرية (...) نحن قمنا بثورة تحرير لها علاقة بتحقيق اهداف شعب عانى لأربعة عقود»، مشيرًا بذلك الى التدخل العسكري المباشر للقوات الامريكية التي اجتاحت العراق عام 2003 ومن المفترض ان تنسحب منه نهاية 2011. وذكر بلحاج أن «الوضع الأمني في طرابلس يشهد استقرارًا واستتبابًا».