استقبلت الجالية المصرية بجدة العيد هذا العام بنظرة مختلفة، حيث يعتبر أول عيد لها بعد الثورة، ففرحتهم هذا العام فرحتان، الأولى بدخول العيد، والثانية أن جنب الله مصر ما حدث، ولا يزال يحدث في بعض الدول من قتل وترويع للآمنين. وعلى الرغم من أن الإنجازات التي تحققت بعد رحيل النظام السابق لم ترق إلى تطلعاتهم بعد، إلا أن روح التفاؤل تسيطر عليهم، متوقعين مستقبلا أفضل لبلادهم. ويجد المصريون المغتربون في شعب المملكة العوض عن اغترابهم، مما يجعلهم يشعرون أنهم وسط أهليهم. ويقول عبد الرؤوف عبد الله، وهو موظف في إحدى الشركات الخاصة، أحد الحاضرين لصلاة العيد في منطقة المطار القديم بجدة، إن "للعيد هذا العام طعم مختلف، فلم يكن يتوقع أحد حدوث ما حدث في مصر، ولو حتى في الأحلام"، متوقعا أن تعود مصر لمسارها الصحيح خلال الفترة المقبلة، وتؤدي الدور المناط بها في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية، مشيدا بوقوف المملكة مع مصر ودعمها اقتصاديا. من جهته، يتمنى محمود طه أن يكون العيد فرصة لعودة الاستقرار والأمان في جميع الدول العربية التي تشهد اضطرابات حاليا، مؤكدا مقدرة مصر على تخطي كل الصعاب التي تواجهها حاليا، معولا على دعم الدول العربية لها، لاسيما المملكة التي عبرت عن دعمها للشعب المصري، مؤكدا أنه يشعر في المملكة بأنه بين إخوانه. وتشير نهلة فؤاد (مقيمة في المملكة مع زوجها منذ 10 سنوات)، إلى أن نكهة عيد الفطر مختلفة هذا العام عن الأعوام السابقة، مؤكدة أن لديها إحساس قوي بتجاوز مصر العقبات التي تقابلها، وتحولها إلى الأحسن في قابل الأيام، مضيفة "كلما أرى مشهدا في التلفاز عن المجازر التي تحدث في سوريا أحمد الله الذي حفظ مصر". وأكدت نهلة أنها لا تشعر بغربة في المملكة، مشيرة إلى أن جارتها السعوديات يبادلنها الزيارات، يحرص المصريون على تبادل التهنئة والزيارات مع جيرانهم السعوديين خلال أيام العيد، وهذا ما يخفف مشاعر الغربة. من جهتها، تشير أم وجدان، (مصرية مقيمة بالمملكة منذ 24 عاما)، إلى أن بناتها الأربع والمتزوجات بالمملكة يحبذن قضاء عيد الفطر بجدة، موضحة أنهن يحرصن على الالتقاء بهن أول أيام العيد لتناول طعام الإفطار معا، والبقاء معها طيلة اليوم، مشيرة إلى أنهن يقضين فترة الليل إما على شاطئ البحر، أو في إحدى الحدائق ليتمتع الأطفال بالألعاب الموجودة بها. وعن عادات المصريين في الاحتفال بالعيد أضافت "بالنسبة لعادات المصريين خلال أول أيام العيد لم تختلف عما يقومون به في مصر، فمعظمهم يحمل معه الكعك والبسكويت اللذين يعدان من أهم مظاهر العيد لديهم، ويصنعان غالبا في البيت إلى مصلى العيد، ويوزعونه على المصلين بعد الانتهاء من الصلاة". وتابعت أم وجدان "وفيما يخص الأكلات التي يحرصون على تناولها أول أيام العيد، يأتي الترمس والحلبة الخضراء في مقدمتها، خاصة في فترة الصباح، فيما تكون الأسماك المملحة والطازجة الوجبة الأهم في الغداء".