أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن عدد قتلى عمليات الأمن السوري ضد المحتجين أول من أمس ارتفع إلى 16 قتيلاً في عدة مناطق في سورية، وسط حملة اعتقالات ومداهمات، إذ قتل سبعة أشخاص في حمص في أحياء باب السباع والمريجة والبياضة وفي تلبيسة بالمحافظة. وفي خان شيخون بمحافظة إدلب قتل شخص، وقتل آخر في جسر الشغور بنفس المحافظة. كما قتل شخصان في منطقة الميادين في دير الزور. كذلك قتل ثلاثة في اللاذقية واثنان في حي الميدان وسط دمشق. وقتلت سيدة سورية في قرية بشرق سورية شهدت انتشاراً أمنياً وعسكرياً. كما جرت عمليات اقتحام واعتقالات في مدن سورية عدة بينها العاصمة دمشق فيما أعلن مصدر عسكري مقتل ثمانية عسكريين بينهم ضابط في كمينين نصبتهما "مجموعات إرهابية مسلحة" في محافظة حمص الأربعاء الماضي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "بعض المنازل أحرقت في الشحيل والبصيرة بريف دير الزور حيث تنتشر قوات عسكرية وأمنية كبيرة فيهما بالإضافة إلى قرى أخرى قرب مدينة الميادين شرق". وأفاد المرصد أن قوات أمنية نفذت صباح أمس "حملة مداهمات واسعة للمنازل داخل الميادين". وفي دمشق أكد المرصد أن "أكثر من 300 عنصر أمن مدججين بالسلاح الكامل اقتحموا حي ركن الدين" فجر أمس ونفذوا حملة مداهمات للمنازل بحثاً عن نشطاء. إلى ذلك قال زعماء المعارضة السورية الذين اجتمعوا في إسطنبول لتشكيل مجلس ذي قاعدة عريضة لتمثيل الانتفاضة، إنهم يحتاجون إلى مزيد من الوقت للتشاور مع النشطاء داخل سورية بشأن تشكيلة المجلس. وقال أديب الشيشكلي (حفيد أديب الشيشكلي أول رئيس لسورية بعد الاستقلال) أمس "إننا نحتاج إلى أسبوعين آخرين للتنسيق مع المعارضة في الداخل. ويجب تمثيل كل التيارات". وقد عقدت شخصيات المعارضة مناقشات مطولة في إسطنبول هذا الأسبوع لاختيار مجلس قد يساعد في انتقال السلطة إذا نجحت الانتفاضة الشعبية التي مضى عليها خمسة أشهر في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقال الشيشكلي عبر الهاتف إن معظم المشاركين في المباحثات غادروا لكن مجموعة رئيسية بقيت لمواصلة المناقشات مع شخصيات المعارضة في داخل سورية. وفي غضون ذلك قالت هيئة التنسيق الوطنية في سورية إن مجلسها الوطني سيعقد اجتماعاً في النصف الثاني من سبتمبر في دمشق بمشاركة 300 شخص من الأحزاب والقوى والشخصيات المستقلة لمناقشة كيفية الانتقال الديموقراطي لبناء دولة مدنية ديموقراطية . وذكر المنسق العام للهيئة المحامي حسن عبد العظيم أن "هذا الاجتماع سيرسخ عمل الهيئة والهيكلية التنظيمية وسيضع تصوراً توجيهياً للخطة العامة لعمل الهيئة تلتزم فيه مؤسساته والمجلس المركزي والمكتب التنفيذي للهيئة". واختتم وفد من الأممالمتحدة أمس مهمة إنسانية في سورية، خصوصا بعد أن طلبت منه السلطات الاثنين الماضي مغادرة مدينة حمص وسط البلاد، كما أعلن مسؤول في المنظمة الدولية. وأعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف الشؤون السياسية لين باسكو في مجلس الأمن الدولي أن الفريق الذي سمح له الرئيس الأسد بالدخول إلى سورية بعد أشهر من ضغوط الأممالمتحدة، زار دمشق وحمص وبانياس واللاذقية وحماة وحلب وأدلب. وستقوم البعثة بتقديم خلاصة ما توصلت إليه في الأيام المقبلة. وستسمح البعثة للأمم المتحدة بالتفكير في وسائل تلبية الحاجات الإنسانية للسكان وضمان تسيير الخدمات العامة من كهرباء ومياه وصحة وغيرها. وكانت السلطات السورية طلبت الاثنين من الوفد مغادرة حمص بعد تظاهرات انطلقت بسبب وجوده هناك. وأضاف باسكو أن "القوات السورية تواصل الاستخدام المفرط والدموي للقوة ضد المتظاهرين". وقال أيضا إن "عجز الرئيس الأسد عن السيطرة على قوات الأمن يقوض صدقية" وعوده بالإصلاح.