يستعد الجيش التركي لعملية برية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق عقب عيد الفطر المبارك، حسب ما ذكرت مصادر عسكرية في أنقرة، مشيرة إلى أن الاستعداد للعملية بدأ بالفعل، من خلال نقل 2000 من قوات الكوماندوز إلى ضواحي محافظة شرناق الحدودية مع العراق وسط تدابير أمنية مشددة، في الوقت الذي تستمر فيه العمليات الجوية للجيش ضد معسكرات الحزب في شمال العراق. من جانبه، أرسل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ممثلين عنه إلى كل من تركيا وإيران لمطالبتهما بوقف قصف مناطق في شمال العراق، مشددا على ضرورة إيجاد حل سياسي لمسألة ملاحقة المتمردين الأكراد في تلك المناطق. وقال الصدر في بيان وزعه مكتبه في النجف أمس إنه أرسل وفدا إلى تركيا وإيران "للتباحث من أجل إنهاء هذا الموضوع بأي صورة كانت، بل محاولة اللقاء بالطرف الآخر قدر الإمكان". وأكد أنه "لابد من حل سياسي لذلك فورا"، مجددا رفضه استخدام الأراضي العراقية منطلقا لاستهداف أية دولة أخرى. وتخطط الحكومة التركية لتمديد فترة صلاحيتها لإرسال قوات خارج الحدود لمدة عام آخر في ظل الظروف الراهنة، حيث تنتهى الصلاحية الحالية التي منحها البرلمان للحكومة في 17 أكتوبر المقبل. وكان الجيش التركي أعلن أول من أمس عن مقتل 100 من عناصر حزب العمال وإصابة 80 آخرين في العملية العسكرية الجوية التي انطلقت في 17 أغسطس الجاري . وقال الجيش إن الطائرات الحربية شنت 132 طلعة جوية على المعسكرات في شمال العراق على مدى ستة أيام، وقصفت 14 منشأة ومخزنا للذخائر، و9 مدافع مضادة للصواريخ، و18 كهفا، و97 مخبأ. على صعيد آخر، أطلقت عناصر الحزب النار على دورية عسكرية ما أدى إلى إصابة خمسة عسكريين أحدهم جراحه خطيرة. وفي إطار ملاحقة العناصر التابعة لحزب العمال قال بيان للجيش إن خمسة من عناصر الحزب استسلموا لقوات الأمن في البوابة الحدودية خابور بعد هروبهم من المعسكرات، فيما ألقت وحدات مكافحة الإرهاب القبض على ستة من أعضاء الحزب في أضنة بجنوب البلاد كانوا يخططون للقيام بعملية في أحد الأماكن المزدحمة بالمدينة، وضبطت وحدة مكافحة الإرهاب أثناء عملية اقتحام منازل المعتقلين الستة قنبلتين يدويتين و12 قنبلة مولوتوف، وألعابا نارية ولا تزال التحقيقات مستمرة معهم. من جانبهم شنت عناصر الحزب هجوما على المجمع السكني لمديرية أمن بلدة الجاكايا التابعة لمحافظة الأزاغ جنوب شرق تركيا، مما أدى إلى جرح ثلاثة شرطيين. على صعيد آخر، سلمت رئاسة أركان الجيش قيادة الأنظمة الإلكترونية المعروفة بتسمية "أجهزة التنصت" (تي دي) لجهاز المخابرات للإشراف عليها تماما. وجاء منح هذه الصلاحية لجهاز المخابرات بناء على تعليمات رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بعد أن كانت قيادة الأنظمة الإلكترونية معروفة أنها الدولة السرية التي تعمل لمراقبة جميع مسؤولي الدولة من خلال التنصت على مكالماتهم الهاتفية إضافة إلى أنها كانت القيادة العسكرية الأساسية في إدارة جميع خطط الانقلاب العسكري عام 1980 لأنها من أهم وأكبر القواعد العسكرية للتنصت التي تمتلك إمكانات تكنولوجية عالية. وتمتلك هذه الوحدة أقمارا اضطناعية للتنصت والمراقبة الإلكترونية الممتدة من أفغانستان إلى الصومال إضافة إلى دول منطقة الشرق الأوسط والبلقان والقوقاز.