قتل أربعة جنود اتراك وفتاة في السابعة عشرة من العمر بتفجير قنبلة من بُعد، زرعت على جانب طريق واستهدفت حافلة تنقل موظفين في الجيش التركي وعائلاتهم بالقرب من مساكن للعسكريين في منطقة هالقالي بإسطنبول. وأعلنت مجموعة «صقور تحرير كردستان» الكردية المسلحة التي يشتبه بعلاقتها ب «حزب العمال الكردستاني» مسؤوليتها عن الاعتداء. ويأتي الهجوم بعد يومين من تهديد «حزب العمال» بنقل هجماته الى المدن التركية. وقال مصدر في الأمن التركي أن الطريقة التي تم بها تفجير القنبلة عن بعد تشبه الى حد كبير أسلوب هجمات الحزب وأن العمل جار للكشف عن ملابسات الحادث ومن يقف وراءه. وانتقل الى مكان الحادث قائد الأركان الجنرال الكر باشبوغ وتفقد الجرحى في المستشفى. وبدا اهتمامه بالحادث كبيراً، خصوصاً أنه يأتي بعد سلسلة هجمات شنها «حزب العمال الكردستاني» على مواقع عسكرية وأودت بحياة حوالى 30 جندياً خلال شهر، واستهدف آخرها مركز حراسة للجيش في مدينة شرناق على الحدود مع العراق وأسفر عن مقتل تسعة جنود في تصعيد كبير في عمليات الحزب بعد إعلان زعيمه عبدالله أوجلان المعتقل في تركيا انه بات غير مسؤول عن تصرفات الحزب اعتباراً من بداية حزيران (يونيو) الجاري وإعلان الحزب في الوقت نفسه انتهاء وقف إطلاق النار الذي كان أعلنه من جانب واحد. وجدد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان اتهام الحزب الكردستاني بالعمل لمصلحة جهات أخرى لم يسمها، مؤكداً أن الجيش التركي سيستمر في التصدي للحزب عسكرياً، وأن الحكومة مستمرة في العمل على مشروعها السياسي لحل القضية الكردية المعروف بالانفتاح الديموقراطي. لكن اردوغان انتقد أحزاب المعارضة التي رفضت المساهمة في المشروع أو تقديم الدعم له، ورفض طلب المعارضة القومية بإعادة فرض حال الطوارئ في محافظات جنوب شرقي البلاد ذات الغالبية الكردية. كذلك رفض اردوغان دعوات المعارضة لإجراء انتخابات مبكرة، مؤكداً أن حكومته لا تزال قوية وقادرة على مواجهة الأزمات. وكانت مصادر في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم ذكرت ل «الحياة» أن الحزب كان يفكر في الاحتكام الى انتخابات مبكرة بعد حادثة «أسطول الحرية» لكن تصعيد هجمات الحزب الكردستاني في هذا الشكل سيعطي انطباعاً بأن الحكومة استسلمت له أو انها تتهرب من مسؤولياتها. وفي الجانب العسكري، شدد الجيش التركي من ملاحقته لعناصر حزب العمال في جبال جودي وكوبالي وغابار في مدينتي شرناق وجيزرة، مع زيادة حشوده على الحدود العراقية التي شهدت في الأيام الأخيرة تسلل مقاتلي الحزب من شمال العراق. وتقول مصادر عسكرية تركية إن القصف الإيراني على معاقل الحزب في شمال العراق بدأ يدفع بعناصره الى محاولة التسلل الى تركيا، فيما لم تستبعد تلك المصادر ملاحقة المسلحين الأكراد كيلومترات عدة داخل الأراضي العراقية إذا استدعى الأمر. ويقول الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب اتيلا صاندقلي إن هدف الحزب الكردستاني من تصعيد هجماته أخيراً الضغط على الحكومة من أجل فتح حوار مع أوجلان في سجنه، واعتباره الممثل الشرعي لمطالب الحزب والأكراد في تركيا. وذكرت وكالة «فرانس برس» أن مجموعة «صقور تحرير كردستان» التي تضم «منشقين» عن «حزب العمال الكردستاني» أعلنت على موقعها الإلكتروني الثلثاء مسؤوليتها عن الاعتداء. وقالت المنظمة إن ما حصل «هجوم على آلية عسكرية تم التخطيط له بالكامل»، مؤكدة تصميمها على تكثيف هذا النوع من الهجمات ضد الدولة التركية مستقبلاً. وسبق أن تبنت المنظمة اعتداءات عدة وقعت غالبيتها في إسطنبول. وتؤكد السلطات التركية أن المجموعة تشكل واجهة لمتمردي حزب العمال حين يرتكب هؤلاء هجمات من شأنها إثارة استياء شعبي وخصوصاً حين تسفر عن مقتل مدنيين. لكن الحزب يرد بأنها تضم عناصر «غير منضبطين» سبق أن غادروا صفوفه.