فتيات صغيرات محجبات اعتدنا على رؤيتهن في صحبة أمهاتهن إما ذهابا أو إيابا، نلحظ الابتسامة البريئة لاتفارق شفاههن، ولا يظهر عليهن التعب، حيث يقبلن على مرافقة الأمهات بشغف كبير، فمنهن من تحمل المعجنات، ومنهن من تحمل المياه، وأخرى تمر بين صفوف المصليات لتوزيع الحلوى على الموجودات داخل المسجد، لسهولة مرورها بين الموجودات. الطفلة "سارة" كانت برفقة والدتها "أم خالد" داخل المسجد، تمر كالفراشة بين صفوف المتواجدات لتوزيع الفطائر التي أعدتها والدتها خصيصا للمصليات، وبعدها تحمل المياه لتمر بها على جميع من في المسجد. حضور مشروط تقول سارة "اعتدت الذهاب مع والدتي إلى صلاة القيام، شريطة التزامي بالأدب والهدوء، وفي الدقائق التي تفصل بين الركعات أسعى جاهدة لتوزيع التمور أو المعجنات أو الماء على المتواجدات في المسجد". وتضيف "اعتدت الذهاب مع والدتي لأداء صلاة القيام، والحصول على الأجر والثواب والدعاء لجميع المسلمين في هذه الأيام المباركة". وعن كيفية حصولها على الأجر تقول "أتولى ضيافة الزائرات لمساجد الرحمن في صلاة القيام، فالكثير من المتواجدات من كبيرات السن اللائي قد يجدن صعوبة في النهوض لتناول علبة الماء أو التمر أو غيره، وأنا بدوري أسهّل هذه المهمة لهن بحكم صغر سني، وسهولة مروري بين الصفوف". دعاء للصغيرات وتقول أم خالد والدة الطفلة "سارة" "خلال فترة الاستراحة في المسجد، وعند تقديم الصغيرات الماء وغيره، أستمع لدعوات الموجودات تلاحقهن أينما ذهبن، لذلك حرصت على أن ترافقني صغيرتي "سارة" عند ذهابي إلى المسجد لأداء صلاة القيام". وتتابع قائلة إن "تلك الرفقة مع الصغيرات تسعدنا كثيرا، وكثير من الصديقات والجارات وجدن في ذلك فرصة لتعليم الفتيات بعض القيم منها ضرورة الاعتناء بكبيرات السن، وتقديم الخدمة لهن، خاصة لمن يتواجدن في مساجد الرحمن لتأدية صلاة القيام في هذه الأيام المباركة". قسط من الراحة وعن سهر الصغيرات وأن ذلك قد يلحق الضرر بصحتهن تقول أم خالد "ذهاب صغيرتي معي إلى المسجد مقيد بعدة شروط عليها الالتزام بها، ومنها التزام الأدب، وعدم إزعاج المتواجدات في المسجد أثناء تأدية الصلاة، كذلك لا بد من أن تأخذ قسطا من الراحة بعد صلاة التراويح وقبل ذهابها لصلاة القيام، حتى لا تتعب". تعارف وعن العلاقات الإنسانية والتعارف داخل بيوت الرحمن في جو الألفة والمحبة تقول "أم أميمة (إحدى المتواجدات من مصر) "دائما تكون هناك صداقات جديدة وعلاقات تعارف بين المتواجدات لأداء صلاة التراويح أو القيام، والصداقات التي تولد في بيوت الرحمن تكون أفضل من غيرها نظرا للأجواء الإيمانية التي تصاحبها". وتضيف أنه "بطبيعة الحال الدقائق التي تفصل بين الركعات لا تخلو من الأحاديث الجانبية والنصائح والإرشادات التي دائما تنير لنا طريقنا، وأحيانا نرى من لا تلتزم بتغطية كامل شعرها، أو أخرى تنهض قبل قول الإمام "الله أكبر"، فنقوم خلال الاستراحة بالنصح، الذي تتقبله المصليات بكل رحابة صدر، بل ويشكرننا على تلك النصيحة". وعن اصطحاب صغيرات السن للمساجد لتقديم المياه للمصليات تقول أخصائية علم الاجتماع عنود السالمي إن "اصطحاب الأمهات لصغيراتهن للمساجد لتقديم المياه والعصائر لكبيرات السن وغيرهن من المتواجدات يزرع في نفوس الصغيرات صفات حميدة ويولد علاقات اجتماعية طيبة، وفي ذلك تعويد للفتيات الصغيرات على فعل الطاعات، فينشأن على ذلك، ولكن شريطة التزام الهدوء حتى لا يتسبب تواجد مجموعة من الصغيرات في التشويش على المتواجدات.