سر غريب يربط لعبة الكرة الطائرة بشهر رمضان، وجعلها لعبة رمضانية بالدرجة الأولى، فما إن يقترب الشهر الفضيل إلا وتجد ملاعب كرة الطائرة تنتشر بكثرة في كل شوارع نجران، على العكس من ملاعب كرة القدم وهي اللعبة الشعبية الأولى في المملكة والتي يقل الإقبال عليها في رمضان ويُكتفى بممارستها ضمن الدورات الرمضانية. ويبرر محبو "الطائرة" ارتباطها برمضان باحتياجاتها البسيطة والتي لا تعدو أن تكون أكثر من "كشاف" فقط. وهناك أسباب أخرى لارتباط الطائرة برمضان، حسب قول أحد ممارسيها وهي أنها لعبة لا تتطلب مزاولتها سوى أرض مساحتها لا تتعدى 80 م2 وشبكة بحوالي ال 100ريال وكرة وعارضتين بالإضافة للإضاءة البسيطة، والتي غالباً ما تكون إما لمبات الشوارع أو كشافا أو حتى لمبتين 40شمعة. ويضيف هاوي كرة الطائرة في رمضان شداد مسفر هادي أن أهم عوامل زيادة ممارسة الكرة الطائرة في رمضان هو الإضاءة لأنه يكفيها كشاف واحد فقط لتصبح مزاولتها ممكنة بعكس احتياجات ملعب كرة القدم من الإضاءة، كما أن اللاعب هنا لا يشترط له أن يكون لبسه رياضياً بالكامل وأغلب الممارسين يلعبون بثيابهم وهذا من أسباب انتشار اللعبة. ويعتقد أنه لو تمت مزاولة الكرة الطائرة في مدن المملكة طوال العام كما تزاول في رمضان لأصبحت اللعبة الشعبية الأولى في البلاد إلا أنها تختفي نهائياً بعد رمضان وترفع الأشباك ويحتفظ بها للعام المقبل. وعن ما يميز الطائرة عن كرة القدم يقول أحد ممارسيها: هي لعبة فيها من الطرافة الكثير خاصة عندما تلعب لأول مرة كما أنها لعبة حماسية بسبب آلية حساب النقاط فيها ويزيد من حماسها كثرة الفرق التي تنتظر دورها بعد خروج المهزوم. أما جابر محسن فيقول أتمنى أن يستغل الاتحاد السعودي لكرة الطائرة حماس الشباب لهذه اللعبة في رمضان ويحاول نشرها بإنشاء ملاعب لها في الأحياء أو الحدائق. وأضاف نجتمع ليلياً هنا في الملعب من بعد العاشرة إلى موعد السحور وبحماس لأن كل فريق يحاول الثأر ممن هزمه في الليلة السابقة وهذا مايجعل اللعبة جذابة. وقال : هناك تنوع في ملاعب الطائرة في نجران، فهناك ملاعب يقصدها لاعبو الأندية سواء الحاليون أو المعتزلون، وهناك ملاعب معظم لاعبيها من المستجدين على اللعبة. أحد الآباء " 56 عاماً " طلب عدم ذكر اسمه وقال "أُنشئُ الملعب في الحي كل عام قبل بداية رمضان منذ أكثر من عشرين سنة وكنت ألعب مع أبنائي الكبار الذين يعملون الآن وأصبحوا موظفين في الدولة وعزف أغلبهم عن لعب الكرة وبقيت أهوى اللعبة في رمضان وأجتمع الآن مع بعض أبنائي الصغار وأقاربي لثلاث ساعات ليلياً من الساعة الحادية عشرة بعد صلاة التراويح وحتى الواحدة صباحاً وأحضر جوائز للاعبين وكأسا حتى تكون هناك روح للمنافسة الشريفة بين الشباب.