بعد تراجع محدود في الأشهر السابقة نظراً للأضرار التي لحقت بها عقب الزلزال المدمر الذي ضربها في مارس، هاهي شهية اليابان ترتفع مرة أخرى على النفط السعودي بعد استحواذها على غالبية النفط الذي صدرته أرامكو السعودية خلال الأسبوع الأول من أغسطس، في الوقت الذي رفعت فيه الشركة صادراتها إلى الهند إلى 1.17 مليون برميل خلال الأسبوع نفسه بعد أن استنجدت شركات التكرير الهندية بالمملكة لتعويض النفط الإيراني الذي أوقف تصديره إليها على خلفية ديون معلقة بين الطرفين. وأظهرت بيانات لناقلات النفط المغادرة لميناء رأس تنورة اطلعت عليها "الوطن" أن صادرات أرامكو السعودية إلى اليابان كانت هي الأعلى، حيث صدرت 5 شحنات إليها بحجم 1.49 مليون برميل خلال الأسبوع الأول من أغسطس الجاري، ومن المتوقع أن تصل هذه الشحنات إلى هناك نهاية الأسبوع المقبل. وجاءت الصين خلف اليابان، حيث صدرت أرامكو لها 4 شحنات من النفط حجمها 1.21 مليون برميل، بزيادة 100 ألف برميل عن ما صدر إلى كوريا الجنوبية التي حصلت على 1.2 مليون برميل. وجاءت الهند في المرتبة الرابعة بنحو 1.17 مليون برميل تليها الإمارات العربية المتحدة بنحو مليون برميل. وصدرت أرامكو إلى سنغافورة شحنتين يقدر حجمها بنWحو 600 ألف برميل فيما أرسلت شحنة واحدة إلى مصر حجمها 300 ألف برميل من المحتمل أن تخزن في مرفق تخزين سيدي كرير وهو أحد ثلاثة مواقع تخزن فيها أرامكو النفط خارج حدود المملكة من أجل سهولة إيصاله فيما بعد إلى العملاء عند الحاجة وزيادة الطلب. وأرسلت كذلك شحنة واحدة إلى هولندا حجمها 312 ألف برميل ولا يبدو واضحاً ما إذا كانت هذه الشحنة سترسل مباشرة إلى أحد المصافي أو إلى مرفق التخزين الذي تمتلكه أرامكو هناك في روتردام. تشكل اليابان أكبر الأسواق التي تصدر إليها أرامكو السعودية تليها الصين وكوريا الجنوبية والتي تمتلك فيهما أرامكو مصافي تكرير مشتركة تزود بالنفط السعودي. وتصدر أرامكو نحو ثلثي صادراتها النفطية إلى الشرق الأقصى بحسب ما أوضحه رئيس الشركة المهندس خالد الفالح في تصريحات سابقة لدى زيارته لكوريا الجنوبية. أما الهند فإنها ليست من أكبر أسواق الشركة إلا أن صادرات أرامكو زادت إليها بعد إعلان شركات التكرير هناك أنها اتفقت مع المملكة لتوريد 3 ملايين برميل إضافية من النفط خلال شهر أغسطس لحين حل أزمة الديون العالقة مع إيران. وتبيع أرامكو النفط في عقود طويلة الأجل ولهذا فهي لا تبيع النفط على أساس شهري. واشترت شركات التكرير الهندية هندوستان بتروليوم وايسار وبهارات بتروليوم مليون برميل إضافية لكل منها من المملكة في أغسطس. وكانت مصادر سعودية قالت إن المملكة لا تحاول بشكل نشط انتزاع حصة في السوق من إيران التي عارضت مساعيها لزيادة إنتاج أوبك اثناء الاجتماع السابق للمنظمة حين كانت الأسعار مرتفعة كثيرا. وكانت شركة هندوستان بتروليوم الهندية لتكرير النفط قد أوضحت يوم الجمعة الماضي أنها تأمل بأن تستأنف إيران إمدادها بالنفط الخام في سبتمبر بعد توقفها لمدة شهر لتصبح من بين شركات التكرير الحكومية التي تنتظر الإمدادات بعدما بدأت سداد ديون تراكمت بسبب خلاف بشأن آلية الدفع. ولم تطلب الشركة من المملكة أي إمدادات إضافية للشهر المقبل بعدما اشترت مليون برميل إضافية في أغسطس الجاري بحسب ما صرح به أحد المسؤولين هناك بعد أن أوقفت إيران إمداداتها إلى بعض شركات التكرير للضغط على الحكومة الهندية لكي تحل الخلاف.