يمزج مهرجان أرامكو الرمضاني الذي تتواصل فعالياته اليومية حالياً وقد اتخذ من مدينة الظهران موقعا له، بين جملة الفعاليات الثقافية والتعليمية والتراثية من جهة، وبين إحياء البعد الاجتماعي والإنساني. ومما يميز برنامج أرامكو الرمضاني هذا العام إحياء بعض العادات الإنسانية والاجتماعية التي اندثرت في زحام الحياة وأقصتها عناصر التطوير والتقنية، حيث سيكون الزائر للمهرجان على موعد في 14 رمضان مع فعالية "المسحراتي" في الزمن الجميل الذي يطلق عليه "أبو طبيلة"، وذلك في خيمة الفنون المسرحية بالمهرجان في صورة تسلط الضوء عليه عبر عمل مسرحي درامي تعرف الجمهور بشخصيته التي عرفت قديماً في رمضان وأيام الأعياد في المنطقة الشرقية والخليج العربي، وذلك ما قبل فترة ظهور الكهرباء؛ حيث يتولى مؤلف هذا العمل الدكتور سامي الجمعان الاقتراب من شخصه والمهمة التي كان يؤديها بغية تعريف الجيل الناشئ بدوره الاجتماعي والإنساني وتحديد طبيعة المهنة التي يؤديها ذلك الرجل الذي يطوف البيوت ليوقظ الناس قبيل آذان الفجر لتناول طعام السحور في ليالي شهر رمضان، وكذلك استعراض آلته التي يستخدمها وهي عبارة عن طبلة تعرف ب "البازة" إذ يُمسكها بيده اليسرى ويمسك سيراً من الجلد بيده اليمنى أو خشبة يضرب بها الطبلة. وفي المقابل، خصص المهرجان ليلة 15 رمضان لعادة اجتماعية مبهجة وهي ليلة ما يسمى ب"القرقيعان" حيث ستصاغ هذه الليلة بطريقة درامية ترتبط بحالة الفرح لاسيما عند الأطفال، حيث يطمح القائمون على هذا العمل لصياغة ليلة مبهجة وحقيقية يعيشها أطفال وزوار مهرجان أرامكو الرمضاني بالظهران، وذلك للتعريف بأن هذه العادة أبطالها الأطفال الذين يجوبون الشوارع والأزقة مبتهجين بهذه المناسبة الرمضانية التي توارثتها الأجيال، وهم يلبسون الملابس الجديدة التي قد تُخاط لهم خصيصاً لهذه المناسبة.