مزج مهرجان «أرامكو الرمضاني» جملة الفعاليات الثقافية والتعليمية والتراثية من جهة، وإحياء البعد الاجتماعي والإنساني في لياليه، مستحضراً «المسحراتي» و» القرقيعان»، وبرامج أخرى ذات طابع «أسري»، مركزة على الأطفال، لتعزيز مفهوم «التعليم بالترفية»، عن أجنحة وأقسام منوعة، تمثل «تحدياً حقيقاً يتيح للطفل اكتشاف مواهبه وبناء شخصيته، واتساع أفقه، وذلك من طريق الاعتماد على الذات في التفكير واتخاذ القرارات لكسب الثقة في النفس، وزرع ثقافة النظام واحترام الآخرين». وتميز البرنامج، الذي يستمر إلى 19 من رمضان الجاري، بإحياء عادات إنسانية واجتماعية، كادت تندثر في زحام الحياة، أو أقصتها عناصر التطوير والتقنية، منها «المسحراتي» أو ما يسمى «أبو طبيلة»، الذي كاد يأفل نجمه، إلا أن خيمة الفنون المسرحية في المهرجان، استحضرته في صورة تسلط الضوء عليه عبر عمل مسرحي درامي، تعرف الجمهور في شخصيته، التي ارتبطت من القدم في رمضان وأيام الأعياد في المنطقة الشرقية والخليج العربي. وتولى مؤلف العمل الدكتور سامي الجمعان، الاقتراب من شخصه، والمهمة التي كان يؤديها، لتعريف الجيل الناشئ بدوره الاجتماعي والإنساني، وتحديد طبيعة المهنة التي يقوم بها هذا الرجل، الذي يطوف في البيوت، ليوقظ الناس قبيل أذان الفجر، عبر دعوتهم للاستيقاظ من النوم، وتناول طعام السحور في ليالي رمضان، وكذلك استعراض آلته التي يستخدمها، وهي عبارة عن طبلة تعرف ب «البازة»، يُمسكها بيده اليسرى، وفي اليمنى سير من الجلد، أو خشبة يُطبل عليها في وقت السحور. كما خصص المهرجان ليلة أخرى، لعادة اجتماعية مبهجة، تصادف النصف من شهر رمضان، وهي ليلة «القرقيعان»، إذ ستصاغ هذه الليلة بطريقة درامية، ترتبط في حال الفرح، وبخاصة عند الأطفال، إذ يطمح القائمون على هذا العمل في صوغ ليلة «مبهجة وحقيقية يعيشها أطفال وزار مهرجان «أرامكو الرمضاني»، للتعريف بأن هذه العادة أبطالها الأطفال، الذين يجوبون الشوارع والأزقة، مبتهجين بهذه المناسبة الرمضانية التي توارثتها الأجيال، وهم يلبسون الملابس الجديدة التي قد تُخاط لهم خصيصاً لهذه المناسبة، ويحملون معهم أكياساً يجمعون فيها الحلوى والمكسرات التي يحصلون عليها من أصحاب البيوت، مرددين أهازيج جميلة». وقال المدير العام للشؤون العامة في «أرامكو السعودية» ناصر النفيسي: «سيشهد البرنامج مفاجآت، من خلال بعض الفعاليات التي نأمل أن تنال إعجاب الزوار»، مضيفاً ان «البرنامج تتعدد خياراته وموضوعاته، إذ يتضمن فعالية «الديوانية» التي ستكون ملتقى ثقافياً حقيقياً، يجمع أدباء ومفكرين في المملكة وخارجها، وإيجاد نقاش بناء وهادف في قضايا تهم المجتمع، إضافة إلى قضايا أخرى، تُعنى في مجالات الفكر والأدب والشعر. ويضاف لها فعالية «ضوء وصورة» التي تأخذ الزائر في جولة بين 180 صورة فوتوغرافية فائزة بجوائز عالمية، مع شرح مفصل عن تاريخ فن التصوير الفوتوغرافي. كما توفر الفعالية ورش عمل مصاحبة، يقدمها ويشرف عليها مصورون عالميون». وتتيح القرية التراثية، فرصة الاطلاع على حرف تقليدية عدة، في شكل دقيق ومعرفة تفاصيلها، من محترفيها أنفسهم في مبنى، مستمد من سوق القيصرية الشهير. فيما ستوفر فعالية الفنون المسرحية المتعة للعائلات من خلال برنامج المسابقات «جبتوها» ومسرح العرائس. كذلك البيت الآمن الذي يمنح مرتاديه سبل السلامة المنزلية والتعريف بالأخطار التي تحيط بالناس في حياتهم اليومية بطريقة مبتكرة، وتقدم الفائدة والمعلومة الصحيحة. وسيصاحب ذلك ورش عمل تتعلق بالسلامة والصحة.