وصلت مساء أول من أمس إلى مستشفى عفيف العام لجنة تحقيق مختصة من وزارة الصحة للوقوف على واقعة وفاة سيدة أربعينية الأربعاء الماضي، إثر اتهام ذويها للمستشفى بالتسبب في الوفاة، بعدما أجرى لها استشاري النساء والولادة بالمستشفى عملية جراحية لإخراج جنينها ذي السبعة أشهر، تسببت في حدوث نزيف حاد للسيدة، بعد استئصال رحمها، استمر معها لأكثر من 24 ساعة دون سبيل لإيقافه، مما دعا ذويها لاتهام الطبيب بالوقوع في خطأ طبي. وذكر شقيق المتوفاة نايف مناحي العتيبي أن شقيقته راجعت مستشفى عفيف العام في التاسعة والنصف من صباح الثلاثاء ثاني أيام رمضان، وطلب استشاري النساء والولادة ضرورة إجراء عملية قيصرية لاستخراج الجنين، وأجريت لها العملية. وأضاف نايف: "بعد أقل من نصف ساعة من استخراج الجنين، قام الطبيب بإجراء عملية أخرى لاستئصال الرحم، دون موافقة زوجها أو ذويها، ما تسبب حسب معرفتنا لاحقاً بقطع أحد الأوردة الدموية وحدوث نزيف حاد. وتابع: "رغم إلحاحنا على الطبيب لتبصيرنا بحالة شقيقتي، إلا أنه لم يكشف لنا عن حقيقة حالتها الصحية حينها، ما اضطرنا إلى الارتياب حول ما يجري، وتوجهت مع بعض أقاربي إلى وزير الصحة في اليوم التالي للعملية مباشرة، ووجه الوزير - بعدما شرحنا له الوضع الراهن للمريضة والحيثيات الملازمة للحالة - بسرعة مغادرة فريق طبي متخصص من مدينة الملك فهد الطبية ومستشفى الشميسي، للوقوف على الحالة داخل مستشفى عفيف، وأثناء سيرنا في الطريق إلى محافظة عفيف التي تبعد عن مدينة الرياض 500 كم، قمنا والفريق الطبي المرافق بإجراء اتصالات دورية مع المباشرين للحالة في المستشفى وآخر المستجدات حولها بالتواصل مع الأقارب هناك، وفي أحد الاتصالات الهاتفية بين الفريق الطبي المرافق والاستشاري الذي أجرى العملية، اعترف الأخير بقطع أحد الأوردة الدموية أثناء العملية، وأنه لم يستطع تدارك الحالة، مما تسبب بنزيف حاد استوجب كميات كبيرة من الدم والصفائح الدموية لتعويض الدم المفقود وبقاء حالة المريضة مستقرة". وقال العتيبي إنه خلال فترة 24 ساعة منذ دخول المريضة وحتى وفاتها، أصدر الطبيب 3 تقارير متضاربة "تحتفظ "الوطن" بنسخ منها"، يذكر في أحدها نقص الصفائح الدموية "وهذا التقرير موجه لمدينة الملك فهد الطبية" لطلب الدعم بالصفائح الدموية الطازجة، وتقرير آخر موجه إلى مستشفى الملك سعود للاستعانة بجراح مخ وأعصاب، رغم عدم علاقة الحالة بهذا التخصص، وتقرير ثالث يذكر فيه الطبيب انقطاع أحد الأوردة الدموية أثناء إجراء العملية، علماً بأن الحالة منذ بدايتها كانت بحاجة إلى طبيب مختص بجراحة الأوعية الدموية، وهو لا يوجد في مستشفى عفيف، كما أن الطبيب كاد يجري عملية غسيل كلوي وتنظيف بطن للحالة قبيل وصول الفريق، ولكن الفريق الطبي الزائر رفض ذلك لحين وصوله واطلاعه على الحالة في المحادثة الهاتفية التي جرت بينهما، وعند وصول الفريق الطبي من الرياض ومعاينة المريضة وجد أن الحالة الطبية للمريضة مغايرة لواقع التقارير والمحادثات، وأنها تعاني من صعوبة في التنفس ونزيف حاد وأنها لفظت أنفاسها. ويضيف نايف أن شقيقته لديها 8 أبناء، وكانت تراجع المستشفى العسكري بالرياض في الأشهر الستة الماضية، وأثناء زيارتها لذويها بالمحافظة في الإجازة الصيفية، تابعت طبيعة سير حملها بمستشفى عفيف، وتم تنويمها في المرة الأولى 5 أيام، وكانت حالتها مستقرة وطبيعية، وفي المرة الثانية والأخيرة كانت وفاتها بسبب خطأ الطبيب، مطالباً هو وذووه الجهات الرسمية ذات العلاقة والجهات العليا بسرعة التحقيق في الحادثة. من جهته، ذكر مستشفى عفيف العام على لسان منسقه الإعلامي محمد نايف الضليعي، أن السيدة المتوفاة تبلغ من العمر 43 سنة، دخلت المستشفى ولديها نزيف، وبعد الكشف عليها تبين أن الحمل مدته 30 أسبوعاً، مما اضطر إلى التدخل الجراحي من قبل استشاري النساء والولادة بالمستشفى لإيقاف النزيف، إلا أن النزيف استمر مع المريضة، وتم استئصال الرحم وإخراج الجنين "أنثى" يبلغ وزنها 575 جم، في ولادة مبكرة، وعمل الفريق على إيقاف النزيف، وأدخلت العناية المركزة، وخوطبت المستشفيات التخصصية، ولسوء الحالة تم إرسال فريق طبي بتوجيهات من وزير الصحة ومتابعة مدير الشؤون الصحية بمنطقة الرياض، كما أن المريضة كانت تعاني قبل إجراء العملية من نزيف واعتراض وضعية الجنين داخل البطن، وضيق في التنفس لدى الجنين.