إن كان للصائم فرحة وقت الإفطار، حيث يجتمع مع أفراد أسرته على مائدة واحدة، فأداء الواجب تجاه أبناء الوطن فرحة أكبر لدى النفوس الطيبة الطاهرة، التي تجد لذتها في إنقاذ الأرواح وإسعافها، لا سيما إن كانت لطفل. وصاحبت "الوطن" أصحاب الأيادي الحانية على المرضى وكانت حاضرة على مائدة الإفطار لثلاثة أطباء مناوبين في قسم الطوارئ في مستشفى الولادة بالمساعدية بجدة خلال اليوم الأول من رمضان، حيث وجدتهم يلتفون على مائدة طعام بسيطة في مكوناتها، لكنها كانت كافية لهم فسعادتهم بأداء واجبهم أكبر من أي شيء، فشاغلهم هو سرعة إسعاف أي حالة طارئة. وأوضح، طبيب الأطفال المناوب الدكتور عبد السلام السلمي أنه يشعر بالفخر لأنه يقف على ثغر من ثغور الوطن، فإحساسه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه يجعله يتفانى في بذل قصارى جهده تجاه أي حالة طارئة، غير مبال ببعده عن أسرته في ذلك الوقت الذي تنتظره الأسرة كل عام ليجتمع شملها وتسعد فيه بروحانيات الشهر الكريم. وقال "يكفيني دعوة من أم أو أب اطمأنا على حالة ولدهما بعد إسعافه"، موضحا أن إسعافه للمرضى يعتبر جزءا من رد الجميل تجاه الوطن الذي يكن له كل مشاعر الحب والعرفان نظير ما قدمه خلال مشوار تعليمه. ومن جانبهم أكد زملاء السلمي، الدكتور ياسر الغانمي والدكتور علي سلمي والمدير المناوب سلطان الزهراني، أنهم يتسلحون بسلاح الشفقة متضرعين إلى الله أن يتقبل أعمالهم ويرضى عنهم فيما يقدمونه من خدمات لفئة الأطفال المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة. من جهته، أوضح مدير العلاقات العامة بالمستشفى حميد المالكي أن العمل الذي يقدمه أطباء الطوارئ إنساني ومقدر، لافتا إلى أن المستشفى وضع خطة لمناوبة مجموعة كبيرة من الأطباء والاختصاصيين على مهام إدارة المستشفى في أوقات الذروة. وأشار إلى أن الإدارة وفرت كوادر طبية مؤهلة للعمل بقسم الطوارئ خلال شهر رمضان، لافتا إلى استقبال المستشفى لحالات عدة سواء بهدف الولادة أو علاج الأطفال، فضلا عن حالات الحوادث.