تعهد شيخ مشايخ قبيلة حاشد اليمنية صادق بن عبدالله الأحمر بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، وإنهاء حكمه لليمن «ما دام على قيد الحياة». وقال الأحمر، في لقاء قبلي أمس في صنعاء ضم العشرات من مشايخ القبائل المناوئين للنظام: «لن يحكمنا علي صالح وأولاده ما حييت والله على ما أقول وكيل». وصدر عن هذا اللقاء القبلي الذي عقد في ساحة التغيير، أمام جامعة صنعاء، وثيقة «التحالف والنصرة» لحماية الثورة، أكد فيه المجتمعون التزامهم حماية الاعتصامات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام. واعتبرت الوثيقة «أن أي عدوان على أنصار الثورة عدوان على قبائل اليمن». ودعت بقية القبائل إلى الانضمام إلى «التحالف بهدف حماية الثورة الشعبية والوصول إلى بناء الدولة المدنية الحديثة». إلى ذلك اشتدت المعارك أمس في محيط مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، بين القوات الحكومية ومسلحين من رجال القبائل المساندة لها من جهة ومسلحي تنظيم «القاعدة» من جهة أخرى. وذلك بعد مواجهات عنيفة الجمعة أسفرت عن مقتل ضابط برتبة عميد، إضافة إلى مقتل وجرح عشرات الجنود ورجال القبائل، قرب وادي حسان بمنطقة الشيخ سالم شرق زنجبار. وقالت ل «الحياة» مصادر محلية في أبين إن مسلحي «القاعدة» كثفوا عملياتهم القتالية بشراسة أمس، لمنع وحدات الجيش، يدعمها سلاح الجو، من اقتحام مدينة زنجبار التي سيطر عليها المسلحون المتشددون منذ أواخر أيار (مايو) الماضي. وهاجم المسلحون تجمعات لرجال القبائل المساندين للجيش ومواقع تتمركز فيها قوات حكومية. واستمرت المعارك أكثر من سبع ساعات قتل فيها العميد احمد عوض حسن المارمي، قائد المحور العسكري في أبين، والذي تم تعيينه في هذا المنصب الأسبوع الماضي، بعدما شغل منصب أركان حرب اللواء 123 مشاة. وأضافت المصادر أن 50 قتيلاً على الأقل من صفوف الجيش ورجال القبائل، بينهم ضابطان وثلاثة من وجهاء القبائل سقطوا في معارك يومي الجمعة والسبت، إضافة إلى عشرات الجرحى. في حين قتل تسعة على الأقل من مسلحي «القاعدة» وجرح العشرات في هذه المواجهات التي ما زالت مستمرة في مناطق عدة حول مدينة زنجبار، وتتركز في وادي حسان ومنطقة الشيخ سالم ودوفس وشقرة. وأشارت المصادر إلى أن غارة جوية على موقع لمسلحين في منطقة وادي حسان قتلت وجرحت نحو عشرين من رجال القبائل المساندين للجيش عن طريق الخطأ. في حين توفي عدد من الجرحى لعدم تلقيهم الإسعافات الضرورية نتيجة الحصار الذي ينفذه مسلحو «القاعدة» على المنطقة. وفي هذا السياق أكدت ل «الحياة» مصادر محلية وشهود عيان في محافظة أبين وصول عشرات المقاتلين من «القاعدة» إلى المحافظة، يعتقد بأنهم من دول مجاورة لليمن، وانضموا إلى ما بات يعرف بمجموعة «أنصار الشريعة» التي تخوض هناك مواجهات شرسة مع القوات الحكومية. وذكرت المصادر أن بعض هؤلاء الشباب وصلوا عبر مطار عدن الدولي كسياح، ثم تسللوا إلى محافظة أبين المجاورة للانضمام إلى صفوف مقاتلي «أنصار الشريعة». يشار إلى انه أعلن في الأسابيع الماضية مقتل عدد من المسلحين الأجانب في اليمن، بينهم مصريون وسعوديون وصوماليون، في غارات نفذتها طائرات حربية يمنية وطائرات تجسس أميركية على مواقع المتشددين في محافظة أبين.