حاصرت دبابات سورية مدينة دير الزور، فيما شهد سماء المدينة تحليقا لمروحيات، في إطار إخضاع المدينة التي أصبحت في طليعة المدن المنتفضة ضد النظام السوري، فيما أكد حقوقيون وناشطون في مجال حقوق الإنسان أن 23 شهيدا سقطوا في احتجاجات جمعة "صمتكم يقتلنا". وقالت اللجان التنسيقية المحلية المعارضة عبر موقعها الإلكتروني إن خمسة سوريين لقوا حتفهم ليل الجمعة-السبت قرب دمشق، مما رفع أعداد قتلى مظاهرات الجمعة الداعية للديمقراطية إلى 22 قتيلا. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أمس، أن شابا قتل في حي القدم في دمشق برصاص رجال الأمن الذين نفذوا مداهمات يوم الجمعة، اعتقل خلالها أكثر من 500 شخص. وكان سكان في دير الزور تحدثوا لرويترز بالهاتف عن وقوع قتال من الساعات الأولى من صباح الجمعة مع دخول دبابات المدينة خلال الليل. وقال السكان إن القتال خمد فيما بعد ولكن شوهدت 12 طائرة هليكوبتر على الأقل تنقل جنودا إلى مطار عسكري كما وصلت تعزيزات من الدبابات واتخذت مواقع حول المدينة. وكانت منظمة سواسية السورية لحقوق الإنسان المستقلة قالت في بيان إن لديها أسماء 20 شخصا قتلوا في مدن اللاذقية وحمص وحماة والكسوة ودير الزور وفي العاصمة دمشق ومناطق واقعة حولها. وطردت السلطات السورية معظم الصحفيين المستقلين منذ بدء الانتفاضة مما يصعب من التحقق من صحة التقارير عن الاشتباكات ولا تعلق السلطات عادة على عمليات القتل. وقال نشطون حقوقيون إن الاعتقالات استمرت في شتى أنحاء سورية خلال اليومين الماضيين بما في ذلك مئات الأشخاص في دمشق حيث قالوا إن جنودا من الحرس الجمهوري نشروا بقوة في منطقة الميدان بوسط دمشق لمنع الاحتجاجات أول من أمس. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن أحد أفراد قوات حفظ النظام قتل في منطقة البوكمال على الحدود مع العراق. على صعيد آخر, أكدت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس بشار الأسد، بثينة شعبان في احتفال في حلب، أن سورية لن تعود إلى ما كانت عليه قبل مارس "لأنها ستنطلق بعزيمة أقوى وحصانة أمنع ووحدة وطنية أكبر وأمنع من قبل". وانتقد الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض في ألمانيا فشل إصدار قرار إدانة لسورية في مجلس الأمن، الذي تترأسه ألمانيا حاليا. وقال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، جيرنوت إرلر، في تصريحات لمحطة "إن.دي.آر" الإذاعية الألمانية أمس إن فشل مجلس الأمن في إدانة انتهاكات حقوق الإنسان في سورية كان بمثابة "خيبة أمل كبيرة". وذكر إرلر أن وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أثار توقعات كبيرة في هذا الاتجاه لكن لم يتم تحقيقها.