يتجولون في الشوارع حتى ساعات طويلة بعد منتصف الليل، أماكن وجودهم أضحت معروفة للجميع، فلهم علامات عند إشارات المرور والمساجد ومواقف السيارات والحدائق العامة والأسواق التجارية ومحطات الوقود ومداخل المطاعم. وأصبحت لكل جنسية من المتسولين طريقة خاصة مبتكرة تختلف عن غيرها، إلا أنها لا تخرج عن إحدى هذه الوسائل "ترديد الأدعية، ورقة لشراء أدوية عجزوا عن توفير ثمنها، والبعض منهم يستخدم عاهته الجسدية لاستعطاف المارة من أجل الحصول على المال". وكشف مدير مكتب مكافحة التسول بجدة سعد بن علي الشهراني، وجود خطط جديدة مشتركة لمواجهة ظاهرة التسول، تتعاون على تنفيذها 8 جهات مشتركة: (الشرطة وتشمل 3 جهات مشاركة منها: قوة المهمات والقوة الميدانية والبحث والتحري، والجوازات، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمجاهدون، ومكتب مكافحة التسول). وأضاف: أن هذه الجهات ستنسق فيما بينها على التمركز في مناطق شمال جدة؛ لشمولها أكبر عدد من المتسولين، إضافة إلى وجود فرق سرية مهمتها الرصد والتبليغ عن تواجد المتسولين. وقال الشهراني: إن الإجراءات التي تتخذ بعد القبض على المتسولين الوافدين، هي فرزهم بعد التحقيق معهم في الشرطة، ليسلموا بعدها لإدارة الوافدين بالجوازات، أما ما يتعلق بالمتسولين السعوديين، فيعمل بحث مكتبي وميداني عنهم لتحويل ملفاتهم للضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية، إلى جانب تعهدات تؤخذ عليهم بعدم تكرار فعلتهم. وكشف الشهراني عن وجود "سماسرة أو أياد خفية" تقف وراء استغلال المتسولين من ذوي الاحتياجات الخاصة لحسابهم الشخصي، مستشهدا على ذلك بمحاضر التحقيق التي تجرى مع المقبوض عليهم من المتسولين. وأشار إلى أنه رصدت مساكن أعداد كبيرة من المتسولين ومن يأوونهم في جنوبجدة. وعن زيادة نشاط عصابات التسول مع اقتراب شهر رمضان قال الشهراني: هناك أساليب يتبعونها مع اقتراب رمضان، فبعضهم يدعي بأنه قادم لأداء مناسك العمرة وبحاجة إلى المساعدة المالية لعدم قدرته على توفير المأكل والمشرب، ومنهم من يرتدي ملابس لا توحي للناس بأنه من المتسولين ويتصيد الأشخاص كأحد أساليب التضليل"، مؤكدا أن أكثر الذين يقبض عليهم بتهمة التسول ينتمون إلى إحدى الجنسيات الأفريقية وتصل نسبتهم بين المتسولين إلى 70%. وأوضح مدير مركز الإيواء بجدة زارع الحكمي أن عدد الأطفال الذين قبض عليهم من المتسولين بجدة منذ بداية شعبان الحالي 80 طفلا، وفي شهر رمضان يبلغ عدد الأطفال الذين تستقبلهم دار الإيواء 120 طفلا من مختلف الجنسيات يحولون من الشرطة والبحث الجنائي ودار الملاحظة ومكتب التسول. وأضاف: أن مركز الإيواء عمد إلى تفعيل وجود المندوبين من القنصليات كافة على مدار الأسبوع، وذلك حتى لتسريع عملية إنهاء الإجراءات الرسمية للأطفال وترحيلهم لبلادهم، موضحا أن مركز الإيواء يوفر البرامج التوعوية بالتعاون مع جمعية تحفيظ القرآن للأطفال المتسولين المقبوض عليهم داخل الدار، والبرامج الصحية لهم. وأكد الحكمي أنه من خلال دراسات المركز اكتشف أن هؤلاء الأطفال يستغلون من أشخاص يوفرون لهم المأوى مقابل جلب مبلغ 100 ريال في الأيام العادية خلال السنة، أما في رمضان فيطلب من الطفل جلب مبلغ 300 ريال يوميا، أو يكون عرضة للإهانة والضرب من قبل هؤلاء الأشخاص الذين يستغلون براءة الأطفال.