رغم أن زمن تعطل أنبوب المياه المحلاة في منطقة عسير قبل عشرة أيام إثر تعرضه للتلف على يد أحد المقاولين كان قصيرا، إلا أن انعكاساته السلبية تجاوزت انقطاع المياه عن مناطق شرق أبها والرونة وخميس مشيط، وامتدت لتشمل زحاما كثيفا في محطات التوزيع وخاصة أن الأنبوب يغذي نحو مليوني نسمة، فيما كشفت الأزمة عن ضعف الاحتياطات المائية البديلة بالمنطقة. وتزامنت أزمة المياه في منطقة عسير مع مشكلات مائية عدة من أبرزها، ازدحام المحطات وصعوبة الحصول على حاجة المواطنين من المياه، إضافة إلى تعثر سير العمل في المرحلة الثانية من توسعة مشروع التحلية الممتدة من محافظة النماص شمالا إلى محافظة ظهران الجنوب جنوبا، وإلغاء المرحلة الثالثة من توسعة محطة الشقيق والتي كانت بارقة أمل لحل مشكلات المياه. وطالب عدد من المواطنين بضرورة إيجاد حلول منطقية تلبي الاحتياجات المائية، والعمل على تنوع المصادر المائية بالمنطقة، وإيجاد أكثر من خط لنقل المياه، وإنشاء المزيد من الخزانات ذات السعة الكبيرة لتخزين المياه بها. فيما انتقد أستاذ الجغرافيا بجامعة الملك خالد الدكتور فائز بن محمد عسيري، ضعف الاحتياطات المائية وخطط الطوارىء البديلة في المنطقة، مؤكدا أن حادثة تعطل الأنبوب كشفت ذلك الضعف، وكان المفترض من الجهات المعنية سواء إدارة المياه أوالمؤسسة العامة لتحلية المياه في الشقيق أن تضع حسابا لمثل هذه الأعطال دون شعور المستهلك بوجود أي مشكلة. وأضاف عسيري، أن الوقت حان لتنفيذ شبكة من الأنابيب لدعم وصول المياه ويكون كل منها رافدا للآخر لضمان تدفق المياه بشكل طبيعي، مطالبا وزارة المياه بأن تنظر في قرارها المتعلق بإلغاء المرحلة الثالثة من توسعة محطة الشقيق. من جانبه، أوضح مدير عام المياه في منطقة عسير المهندس يزيد بن يحيى آل عايض، أنه عقب تعطل الأنبوب نفذت المديرية خطة الطوارئ العامة وحشدت جميع الإمكانات اللازمة لتعويض نقص مياه جراء تعرض الأنبوب للتلف، مشيرا إلى تخصيص محطة التوزيع بأبها للعملاء لاستخدام المنازل، في حين خصصت محطتا لعصان والسد بأبها للمستشفيات والسجون ودور الرعاية الاجتماعية وغيرها من القطاعات الحكومية في أبها الحضرية، إضافة إلى محافظتي سراة عبيدة وظهران الجنوب، وجرى التنسيق مع قيادة المنطقة الجنوبية للاستفادة من مياه سد تندحة لاستخدامات المناطق العسكرية حسب خطة الطوارئ.