دوت صافرات الإنذار الخاصة بسد وادي بيش قبل فجر أمس، بعد ارتفاع منسوب مياه السد ووصولها إلى مفيض السد نتيجة كمية السيول المنقولة إليه، التي واكبها استنفار من إمارة جازان ومحافظة بيش ومركز الفطيحة، والجهات الأمنية والخدمية وإدارة المياه، بعد تلقي غرفة عمليات الدفاع المدني في منطقة جازان إشارة من المهندس المسؤول عن السد، بوصول سيول منقولة من محافظات جازان ومنطقة عسير وبكميات كبيرة للسد. واستطاع الدفاع المدني متابعة وضع السد وإطلاق صافرات الإنذار حول الوادي، وإبلاغ المواطنين بعدم التوجه للوادي، وكذلك إخطار الشركات العاملة في مشروعات بالقرب من السد بمغادرة الموقع مباشرة ونقل الآليات للحفاظ على الأرواح والممتلكات. وأوضح مدير الدفاع المدني بمنطقة جازان العميد حسن بن علي القفيلي، أنه تم استلام بلاغ من المهندس المسؤول عن سد وادي بيش صباح أمس، يفيد فيه بارتفاع منسوب المياه وفيضان بسيط، وعلى الفور تم مسح مجاري الأودية من قبل دوريات السلامة التي تمركزت منذ الساعات الأولى من الصباح وإطلاق 20 صافرة إنذار لتحذير المواطنين والشركات العاملة بالقرب منه، والتنسيق مع المسؤولين في السد لتشغيل الصافرات الخاصة بهم، ومن ثم فتح بوابتين بالسد لخفض منسوب المياه، مهيباً بالجميع التعاون مع رجال الدفاع المدني المنتشرين على امتداد الوادي وعدم المجازفة بعبوره مهما كان السبب. وبينت مديرية الدفاع المدني بجازان في بيان لها أمس، ارتفاع منسوب المياه في سد وادي بيش إلى 193 مليون متر مكعب، ووصولها لمفيض السد، وأشار البيان إلى أنه من خلال الاجتماعات واللقاءات السابقة بالمسؤولين في الجهات ذات العلاقة وبتوجيه أمير المنطقة، وضعت المديرية خططا لتحليل المخاطر وخطورة الوضع في سد وادي بيش عند بلوغه نسبة معينة ووصول المياه إلى مفيض السد واتساع مساحة ارتداد السد وكلها تشكل خطورة عليه، وجرى التنسيق مع مديرية المياه بالمنطقة لضرورة جدولة فتح بوابات السد، وتم فتح بوابتين لخفض الكميات المخزنة والاستفادة منها لري الأراضي الزراعية. من جانبه أوضح وكيل محافظة بيش خفير العمري، أن أمير جازان الأمير محمد بن ناصر، ووكيل الإمارة الدكتور عبدالله السويد، تابعا منذ صباح أمس، خفض منسوب المياه بالسد، ووجه أمير جازان باتخاذ الإجراءات الاحترازية لحماية المواطنين والممتلكات، ومتابعة وضع السد والرفع عن أي طارئ، مشيراً إلى أنه تم تجهيز غرفة عمليات على مدار الساعة من قبل جميع الجهات بالمحافظة لمتابعة الوضع، مؤكد أنه لا توجد هناك أي خطورة. وأضاف العمري، أن لجنة العقوم تابعت مسار السيل في وادي بيش أمس، ووضع العقوم بعد أن تم فتح بوابات السد، وذلك حفاظا على القرى المجاورة للوادي التي تتجاوز 200 قرية. من جهته أوضح رئيس مركز الفطيحة سمير مسفر الغامدي، أن المركز أعد الخطط مع الجهات في المحافظة للتعامل مع أي طارئ، مبيناً أنه تم إيجاد طرق بديلة للسيارات التي تعبر الوادي إضافة إلى إبلاغ شيوخ القبائل في مركز الفطيحة وقراها، كما تم إبلاغ أئمة المساجد. إلى ذلك، أوضح مساعد مدير مياه منطقة جازان المهندس محمد القحطاني، أن هذه أول مرة يصل فيها منسوب المياه بالسد لأعلى مستوى منذ إنشائه، مشيراً إلى أن طاقته التخزينية تصل إلى 200 مليون متر مكعب، إلا أن منسوب المياه وصل أمس إلى 193 مليون متر مكعب، الأمر الذي تطلب فتح بواباته لخفض منسوب المياه فيه. وأشار القحطاني، إلى تضافر الجهود مع جميع الجهات في المنطقة أمس، مؤكداً أنه لا يوجد أي خطر على القرى، كما لا توجد أي تصدعات أو انهيارات بالسد.