أصدرت الحكومة العراقية توجيهاتها لسلطات الحدود بإغلاق الحدود مع سورية ومنع النازحين من دخول البلاد، وأشارت مصادر مطلعة إلى أن مكتب القائد العام للقوات المسلحة أصدر بلاغاً رسمياً بهذا الشأن. ورغم ذلك وصلت إلى ناحية ربيعة بمحافظة نينوى مساء الجمعة الماضي 14 أسرة نازحة بحسب مصدر أمني. وكانت عشرات الأسر السورية الهاربة من تفاقم الأحداث ببلادها قد فرت مؤخراً باتجاه العراق، لاسيما تلك التي ترتبط بعلاقات عشائرية مع أسر عراقية تقيم في قرى ومدن محافظة الأنبار. وأثار إغلاق الحدود مع سورية ردود أفعال واسعة وسط منظمات المجتمع المدني العراقية، فقد طالبت جمعية الهلال الأحمر الحكومة بالتراجع عن قرارها، وقال المتحدث الرسمي باسمها محمد الخزاعي: "الجمعية على استعداد لاستقبال النازحين بسبب الاضطرابات في المناطق السورية، ولكن لم تسجل حالات نزوح باستثناء ثماني أسر دخلت عن طريق منفذ ربيعة واستقرت في إقليم كردستان قبل قرار إغلاق الحدود الذي منع مئات السوريين من دخول البلاد". وبدورها دعت لجنة حقوق الإنسان النيابية الجهات الرسمية للتعاطي مع النازحين انطلاقاً من احترام حقوق الإنسان بعيداً عن الاعتبارات السياسية، وقال رئيس اللجنة النائب سليم الجبوري: "ندعو الحكومة إلى عدم التعامل مع النازحين على أساس الاعتبارات والمواقف السياسية، واللجنة ستواصل عملها لإقناع الجهات الرسمية بالتراجع عن قراراها الذي جاء استجابة للطلب السوري". وفي ذات السياق وجَّه عضو مجلس النواب وزير الداخلية السابق جواد البولاني انتقادات حادة للحكومة العراقية، وقال: "من المؤسف جداً أن تبرز مواقف رسمية تناقض إرادة الشعوب المتطلعة إلى الخلاص، إغلاق الحدود قرار جائر من الضروري التراجع عنه". كما تبنت القائمة العراقية إثارة الموضوع في مجلس النواب خلال جلساته المقبلة والخروج بقرار موحد يطالب الحكومة بالتراجع عن قرارها. على صعيد الوضع الأمني أعلنت مصادر رسمية مقتل أستاذ جامعي في كركوك على يد مسلحين حاولوا اختطافه، كما لقي مسلح مصرعه وأصيب اثنان آخران بجروح في اشتباك مع قوة تابعة للفرقة الثالثة في الجيش العراقي غرب الموصل صباح أمس.