توافد مئات المصريين إلى ميدان التحرير أمس للمشاركة فيما يسمى ب"جمعة الحسم" استجابة لدعوة وجهتها قوى وحركات سياسية لتنظيم مسيرات حاشدة في القاهرة والإسكندرية ومدن أخرى، وقاطعتها الحركات الاسلامية وفي مقدمتهم الإخوان الذين فضلوا الاستعداد للجمعة المقبلة التي أطلقوا عليها "جمعة الاستقرار". وطالب المتظاهرون بسرعة إجراء محاكمات سريعة وعلنية للرئيس السابق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي وقتلة الثوار، على أن يتم بثها عبر وسائل الإعلام المرئية، وإنشاء محكمة ثورة لتطهير جميع مؤسسات الدولة من أعضاء الحزب الوطني المنحل، وحرمانهم من ممارسة أي دور سياسي لمدة خمس سنوات، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين، وإعادة النظر في قانون مجلس الشعب المقترح ووضع حد أدنى للأجور. وبدت أمس بوادر انقسام واضح بين القوى الفاعلة في ثورة 25 يناير، ففي الوقت الذي واصلت فيه بعض التيارات اعتصامها، وجهت تيارات أخرى انتقاداتها للمعتصمين حيث نشر موقع الإخوان المسلمين كاريكاتيراً يسخر منهم مما أثار غضباً واسعاً، وهددت الجماعة الإسلامية بالنزول إلى الميدان الجمعة المقبلة "لتطهيره من المخربين". كما وجَّه رئيس حزب الوفد السيد البدوي انتقادات للمعتصمين وقال إنهم تحركهم الانتهازية السياسية، وإنهم من مثيري الفتنة مضيفاً "هؤلاء ليسوا هم الذين قاموا بثورة 25 يناير". إلى ذلك نظم ائتلاف "الأغلبية الصامتة" مظاهرة أمس في ميدان روكسي لتأييد المجلس العسكري، حيث أكد منسق عام الائتلاف المهندس محمد عبدالمجيد أن خسائر الاقتصاد المصري منذ 25 يناير توازي 10 أضعاف حجم الأموال المنهوبة" على حد تعبيره. وعلى صعيد التحقيقات الخاصة ب "موقعة الجمل"، اعترف 3 من قياديي الحزب الوطني المنحل بتلقي أوامر من رئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف بتنظيم مظاهرات مؤيدة للرئيس المصري السابق حسني مبارك. من جهة أخرى واصل مجلس النواب الأميركي الاستماع إلى شهادات مسؤولين وخبراء عن الطلب المصري بشراء 125 دبابة أميركية متطورة من طراز "إم 1 أيه 1"، وكان عدد من النواب الجمهوريين قد ربطوا إكمال الصفقة بشرط أساسي هو التخلص مما وصفوه بتهديد تنظيم الإخوان المسلمين بالوصول إلى السلطة في مصر، وقال العضو آلان ويست "أعارض بقوة بيع أي معدات عسكرية للحكومة المصرية طالما بقي الإخوان المسلمون نشيطين على المسرح السياسي المصري. حدوث ذلك من شأنه تهديد السلام في المنطقة وقد نرى دبابتنا متجهة عبر سيناء إلى مدينة القدس".