شهد ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس الجمعة مظاهرة مليونية دعت إليها التيارات الإسلامية المختلفة وبعض الحركات السياسية، واتخذت عدة مسميات حيث أطلق عليها ائتلاف شباب الثورة جمعة «الدستور أولاً»، فيما أطلق عليها حزب العدل وحركات 6 أبريل وكفاية «جمعة القصاص»، رغم أن الجمعة الماضية في الأول من يوليو حملت الاسم نفسه، والبعض أطلق عليها جمعة «اللحمة والوحدة الوطنية»، لكن الاسم الأكثر تداولاً كان الذي أطلقته التيارات الإسلامية «جمعة الوحدة والإرادة» وتباينت مطالبات جمعة أمس بين التأييد للاعتصام والدعوة لما سمي بالاستقرار حيث طالبت بعض الحركات السياسة والأحزاب بعلنية وسرعة محاكمة الرئيس المصري حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى المحددة الأربعاء المقبل، والإسراع بمحاكمة قتلة الشهداء ورموز الفساد في النظام السابق، وتطهير القضاء وكافة أجهزة ومؤسسات الدولة من أعضاء الحزب الوطني المنحل، ومنع رموز الحزب المنحل من ممارسة العمل السياسي لدورة برلمانية واحدة على الأقل، ووقف المحاكمات العسكرية ضد المدنيين، وإلغاء الأحكام الصادرة ضدهم وإعادة محاكمتهم أمام محاكمة مدنية، وتحقيق العدالة الاجتماعية بوضع حد أدنى وحد أقصى للأجور، وإرجاع أموال الدولة المنهوبة في الداخل والخارج، والتحقيق في أحداث ضرب المتظاهرين في موقعة العباسية»شرق القاهرة»التي وقعت مؤخراً. بينما شدد ائتلاف القوى الإسلامية على ضرورة الاستقرار وإعطاء حكومة عصام شرف فرصة، وتأييد المجلس العسكري ورفض المبادئ الدستورية التي تستهدف منع تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر، ورفض محاولات الوقيعة بين الشعب والجيش، وطالبت القوى الليبرالية بإقرار «الدستور أولاً» وهي القوى التي تضم «ائتلاف شباب الثورة اتحاد شباب الثورة اللجنة التنسيقية لشباب الثورة» وحركات 6 أبريل وكفاية و25 يناير، وأحزاب ما بعد الثورة مثل: العدل المصريون الأحرار المصري الديمقراطي الاجتماعي. ومع توافد أعداد كبيرة على ميدان التحرير منذ الصباح الباكر خاصة من محافظات الوجه البحرى خارج القاهرة حدثت مشادات كلامية بين بعض القوى السياسية والتيارات الإسلامية التي كان وجودها طاغيا في الميدان، مما دفع الدكتور محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين إلى القاء كلمة عاجلة أكد فيها على أن الميدان مفتوح للمصريين جميعاً للمشاركة، وأن كل المنصات الموجودة في الميدان مفتوحة أمام كل القوى السياسية للتعبير عن آرائها، مشيراً إلى أن شعار «جمعة الهوية والاستقرار» هدفه التوحد بين جميع التيارات من أجل تحقيق مطالب الثورة والدعوة إلى استقرار الأوضاع حتى تعود عجلة الحياة الاقتصادية مرة أخرى.