سكب الليل على خافقي.. بعض هذي القوافي.. ثم قال: هيت لك! ي و س ف ي أ ن ت... وأنت الخليل الوفي كم تضيء القوافي.. بعبير الصلوات ونرجسة في الحقول... الآيلات إلى القطف.. وأنت الذي تمنح البرد ماءً دفي! * * * حط لي.. من علٍ عالٍ.. توجَّسَهُ، وهو خافٍ خفي مدَّ لي هذا السؤال.. الأكيد.. المنتفي: كيف يا شاعراً.. آذنته القصيدة بالاكتفاء ولم تكتف؟! كيف تأتي إلى راحتيك.. مياه القصيدة.. ثم لم تغرفِ؟! يوسفي أنت... وأنت الخليل الوفي! * * * مدّ لي هذا السؤال بين هل.. ولماذا.. وكيف.. تخون الأبجدية ريشة تحتويها.. وتحنو عليها.. وتمنحها الماء الزلال؟! وما قلت لي: كيف خُطانا خطت دونما سوءةٍ وارتقت دونما فزعةٍ وانتهت في المآل.. إلى لا مآل؟! كيف حنَّت خطانا.. إلى ما يقال؟! تلك كانت نبوءتنا.. يوم سارت إلى الرمل.. سارت إلى "الطين" وما ثمّ "طين".. يسجل تلك الخُطى.. فضاعت مع الريح.. ضاعت مع الليل وضاعت خطانا.. كما أي قولٍ يقال!