في كل ليلة يتعانق فيها الماء والضوء والألوان، يكون زوار مهرجان صيف "حسانا فله" لعام 2011م على موعد مع رقصات "نافورة الأحساء" التي ولدت من رحم آبار واحة النخيل، فاستطالت بعذوبتها الوصول إلى عنان السماء، بزفير يصل إلى 700 متر، لتجبر بطولها الشاهق عدسات المصورين على التراجع كثيرًا لاصطياد نهايتها؛ لِتُرى من بعيد وهي تتشكل بألوان الطيف، مستوقفة المارين من حولها، حين يتخلى الماء عن زرقته ويأخذ شكل الألوان السبعة متلونًا حينًا بعد حين، ويتحلق حولها الزوار مندهشين صامتين، لا يسمع لهم سوى صوت تقشير "المكسرات". ويفضل الكثير من العائلات المكوث طويلاً لمشاهدة التشكيلات الرقصية المحشوة بالنار والماء معًا، وحينما تطفأ الأنوار المجاورة للنافورة - استعدادًا لعرضها الراقص - تبقى الرومانسية الحالمة هي سيدة المكان، فالجالسون والابتسامة تعلو محياهم يرون ببساطة جمال تعامد القمر على النافورة الأكبر في الشرق الأوسط، وكأن الاثنين التحما معًا، ولم يفترقا من شدة الشغف. ويقول عدد من زوار المهرجان واصفين ذلك المنظر، إنه في مساء كل ليلة من ليالي المهرجان، يبدو المشهد أكثر جمالاً مع النافورة "الراقصة" التي تعمل وفق نظام إلكتروني, وتتحرك مع الأناشيد والأهازيج الوطنية، ولأن عروض رقصاتها لذيذة لاتقاوم كطعم تمور الأحساء، فربما يغادر أي جالس هناك كرسيه في المكان المخصص للجلوس؛ ليكون أكثر التصاقًا بالحاجز لمشاهدة رقصات النافورة الجميلة عن قرب.