أحداث مؤسفة تشهدها بعض المناطق نهاية كل أسبوع، يذهب ضحيتها بعض هواة التفحيط الذين لم يجدوا متنفسا لهم بعد انقضاء العام الدراسي سوى هذه الهواية، التي حرمها العقل والدين لما فيها من إزهاق للأرواح وإتلاف للأموال، ونظراً لأن أبطال هذه الهواية ممن تتراوح أعمارهم بين ال 15 وال20 عاماً، فإنهم لا يدركون ما يقومون به، فينزلقون نحو المخاطرة بأرواحهم وأرواح غيرهم، يدفعهم إلى ذلك إحساس بنشوة التشجيع من أقرانهم، غير عابئين بما يحدق بهم من مخاطر، تسببت في كثير من الأحيان في الوفايات والإصابات المقعدة. المحاضر الرسمية لدى شعب المرور في مختلف المناطق، تشهد بكثير من الحوادث التي نجم عنها حالات وفاة، كان المتسبب بها هم المراهقون الذين يمارسون التفحيط، في ظل غياب تطبيق الأنظمة الصارمة بحقهم وبحق مركباتهم دون تمييز، الأمر الذي ساهم في انتشار هذه الظاهرة، حتى مع وجود قوانين تعرّض المخالفين ممن يتم ضبطهم يمارسون هذه الهواية للسجن والجلد. التفحيط إلكترونيا اتجهت "الوطن" لأحد أكثر الأماكن اجتذاباً لممارسات التفحيط وتحديداُ في "عويرض" الشرقية، وهو شارع أطلق عليه المفحطون هذا الاسم، لما يشهده من عروض ومهارات خطرة لقيادة المركبات، فوجدوا في المكان بيئة مناسبة لممارسة هوايتهم المميتة ولاسيما أن الشارع ذو مساحة واسعة تساعدهم على القيام بهذه الممارسات. ولم يكتف المتابعون والهواة لهذه الممارسات بساحات وشوارع التفحيط بل امتد اهتمامهم ليصل إلى الشبكة العنكبوتية التي تنشط من خلالها هذه الظاهرة، ففي محرك البحث قوقل وحده أكثر من 3.5 ملايين عملية بحث للتفحيط في المملكة، وعلى موقع اليوتيوب كذلك مقاطع متعددة، إلى جانب تخصيص منتديات حوارية لهذه الهواية، يتم الإعلان عنها وعمل تغطيات مصورة ومكتوبة في عمل مجدول ومنظم. من التفحيط إلى المخدرات ونظراً لانعدام الرقابة الذاتية والأسر لأبنائهم كما يقول صالح الزعبي إضافة إلى عدم تطبيق النظام بصرامة، فإن الظاهرة باتت متفشية، مطالباً بعرض من يتم القبض عليهم على أطباء نفسيين لدراسة حالتهم ودراسة الدوافع التي تؤدي إلى هذه الممارسات، مشيراً إلى أن هذه الهواية تقود أصحابها إلى ممارسات خطيرة أخرى بسبب أصدقاء السوء، كبيع المخدرات والسرقة بغرض توفير المال لشراء الإطارات. أما رجاء بن ناصر فقال إن التجمعات في ساحات التفحيط له انعكاسات خطيرة، فلا تقتصر على التفحيط بل يتعدى ذلك إلى المشاجرات التي تستخدم فيها أحياناً الأسلحة النارية والبيضاء، فضلاً عن فقد بعض الأسر أبناءها دهساً خلال مشاهدتهم التفحيط. تهاون شركات التأجير التحقيق يثبت في بعض القضايا التي ترد إلى دار الملاحظة أن معظم السيارات المستخدمة في التفحيط مستأجرة وهذا ما يؤكده مدير دار الملاحظة بالدمام عبدالرحمن المقبل ل"الوطن" والذي طالب بوجود أنظمة صارمة، لمحاسبة شركات تأجير السيارات، إلى جانب الرقابة الأسرية فهي المسؤول الأول عن مراقبة الأبناء، وكذلك المدرسة، فلابد أن يعي المعلم الدور المناط به في تربية الأجيال، إلى جانب دور الإعلام، والبعد عن إطار البحث عن خبر إلى القيام بدور أكبر لإصلاح المجتمع، والعمل معاً على فكرة التخلي والتحلي وعند طلب التخلي لابد أن يكون هناك البديل وأن يكون هناك برامج تستوعب الشباب، من خلال إنشاء نواد لاحتواء المفحطين وتنمية قدراتهم بأسلوب متطور يحفظ أرواحهم.