أوقف أندي كولسون مدير الإعلام السابق لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في إطار قضية التنصت التي قامت بها صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد" عندما كان رئيسا لتحريرها، على شخصيات مهمة، وهي القضية التي تسببت في إغلاق الصحيفة. وأعلنت شرطة سكوتلانديارد أمس، أن كولسون "43 عاما" يشتبه في "مشاركته في عمليات تنصت غير قانونية" وفي "عمليات فساد". ومثل كولسون أمام الشرطة في جنوبلندن حيث أوقف، بحسب البيان. واضطر كولسون الذي عينه كاميرون مديرا للإعلام في مكتبه عند توليه رئاسة الحكومة في 2010 إلى الاستقالة من منصبه في يناير بعد بدء انكشاف فضيحة التنصت التي قامت بها الصحيفة على نطاق واسع في العقد الأول من القرن الحالي. وكان اضطر إلى الاستقالة من رئاسة تحرير الصحيفة في عام 2007 عندما أوقف مراسل الصحيفة في القصر الملكي في إطار هذه القضية. ويزيد توقيف كولسون الضغوط على كاميرون الذي تعرض لانتقادات متكررة من قبل المعارضة في الأيام الأخيرة حول علاقاته مع كولسون وتعيينه ضمن فريقه. وصرح كاميرون خلال مؤتمر صحفي غير مقرر، أمس أن "قرار تعيينه اتخذته أنا وأنا أتحمل مسؤوليته الكاملة". وقال كاميرون غداة الإعلان عن إقفال الصحيفة، "لن نهمل شيئا". وأعلن كاميرون عن تشكيل لجنة تحقيق مستقلة برئاسة قاض، حول عمليات التنصت غير القانونية التي أجرتها صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد"، وذلك بالتزامن مع تحقيق تجريه الشرطة. وطالبت المعارضة وعدد من النواب بإنشاء هذه اللجنة منذ أيام بعد الجدل الذي أثارته المعلومات الأخيرة حول عمليات تنصت مارستها الصحيفة على أقرباء ضحايا جرائم قتل وجنود قتلوا في العراق وأفغانستان. وأعلن كاميرون أيضا فتح تحقيق آخر حول أخلاقيات الصحافة وثقافتها، معترفا بالتقصير من قبل لجنة مراقبة وسائل الإعلام، وهي الهيئة الحالية لتنظيم عمل الصحافة. وتواجه "نيوز أوف ذي وورلد" منذ بضعة أشهر فضيحة مدوية حول عمليات التنصت الواسعة النطاق التي مارستها على شخصيات في العقد الأول من القرن الحالي. وقد أثار مالكها روبرت مردوك مفاجأة الجميع أول من أمس بقراره إقفال الصحيفة، واجهة إمبراطوريته الإعلامية، بعد موجة الاستياء الناجمة عن الكشف عن آخر المعلومات المتعلقة بممارساتها.