لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب – نفى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، خلال جلسة عاصفة لمجلس العموم (البرلمان) أمس، مزاعم بأن فريقه حاول وقف تحقيق في فضيحة التنصت والرشوة التي تسببت في إغلاق صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد». كما دافع عن قراره تعيين أندي كولسون، رئيس التحرير السابق للصحيفة، مديراً للإعلام في مكتبه. لكن زعيم المعارضة إد ميليباند الذي تجنّب المطالبة باستقالة كامرون، حض الأخير على تقديم «اعتذار كامل» عن توظيف كولسون، المعتقل الآن في إطار القضية، واتهمه بارتكاب «خطأ كارثي في التقدير»، متحدثاً عن «تضارب مصالح مأسوي». وأراد النواب معرفة سبب إصرار كامرون على توظيف كولسون، على رغم التحذيرات، ومدى اطلاعه على التحقيق في فضيحة التنصت، إذ ثمة مزاعم بأن موظفين في مكتب رئيس الوزراء ربما التقوا ضباط شرطة، للضغط عليهم من أجل وقف التحقيق. لكن كامرون اعتبر ذلك «خاطئاً تماماً»، مدافعاً عن قراره توظيف كولسون، بقوله: «لدي رؤية قديمة، تعتبر المتهم بريئاً حتى إدانته. ولكن إذا تبيّن أنه كذب (حول دوره في الفضيحة)، سيستدعي ذلك اعتذاراً عميقاً». وأضاف: «كان ذلك قراري، وأنا نادم وآسف جداً للضجة التي سبّبها. مع الرجوع الى وراء، ونظراً الى ما حدث بعد ذلك، لما كنت وظفته». واستدرك: «لكنكم لا تتخذون قراراً بأثر رجعي، تأخذونه في اللحظة ذاتها. تعيشون وتتعلمون، وصدقوا أنني تعلمت». كامرون الذي قطع جولة في أفريقيا، وعاد الى لندن للمثول أمام المجلس الذي أخّر إجازته يوماً لعقد الجلسة الطارئة، أقرّ بأن حزبي المحافظين والعمال فشلا في متابعة قضية التنصت، معتبراً أن كل الأحزاب «توددت» الى وسائل الإعلام. وتابع أن لجنة التحقيق المستقلة التي أعلن تشكيلها الشهر الجاري، ستحقق في الفضيحة واحتمال تورط وسائل إعلام أخرى في عمليات تنصت مشابهة، إضافة الى انكبابها على مسألة علاقة الصحافة بالشرطة والمؤسسة السياسية في بريطانيا. أما ميليباند فاعتبر أن كامرون «وقع في تضارب مصالح مأسوي، بين الاستقامة التي ينتظرها منه الناس وبين علاقاته الشخصية والمهنية مع كولسون». ووصف توظيف كامرون الأخير بأنه «خطأ كارثي في التقدير»، متسائلاً في إشارة الى رئيس الوزراء «لمَ لا يقدّم ما هو أكثر من نصف اعتذار، ويقدم اعتذاراً كاملاً الآن عن تعيين كولسون وتوظيفه في قلب داونينغ ستريت»؟ وخلال الجلسة تدخل رئيس مجلس العموم مرات لإعادة الهدوء، وذكّر ميليباند كامرون بأن نيك كليغ، نائب رئيس الوزراء، حذره من توظيف كولسون. لكن كامرون ردّ، مشيراً الى استعانة حزب العمال بأفراد مثيرين للجدل، بمن فيهم توم بالدوين، وهو المخطط الاستراتيجي لدى كليغ، والذي كان يعمل في صحيفة «ذي تايمز» المملوكة لروبرت مردوك. كما ذكّر كامرون زعيم المعارضة بعلاقات سلفيْه العمالييْن، توني بلير وغوردون براون، بمردوك. في غضون ذلك، غادر مردوك بريطانيا، مشدداً على أن مجموعته ستخرج من فضيحة التنصت، أكثر قوة، كما جدد تمسكه بمحاسبة المذنبين.