واجه ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني أمس استجوابا أمام البرلمان بشأن قراره توظيف رئيس تحرير سابق لاحدى الصحف تورط في فضيحة تنصت على الهواتف هزت المؤسسة البريطانية. وأجبرت الفضيحة التي تركزت حول نيوز كورب التي يملكها قطب الاعلام روبرت مردوك مسؤولين تنفيذيين كبار في الشركة على الاستقالة إلى جانب اثنين من كبار رجال الشرطة في بريطانيا وتسببت في زيادة انتقادات المعارضة على قدرة كاميرون على الحكم على الامور. وقدم مردوك البالغ من العمر 80 عاما اعتذاره امام لجنة برلمانية أمس الأول لكنه رفض الاستقالة. وقال إن العاملين الذين «خانوه» هم المخطئون. وقال محللون إن اعتذار مردوك الذي نقله التلفزيون ادى لتسليط الأضواء الآن على كاميرون خلال استجوابه أمام الجلسة الطارئة للبرلمان لبحث هذه الفضيحة التي تتضمن مزاعم عن اختراق البريد الصوتي لطفلة قتلت وهواتف جنود بريطانيين قتلوا أثناء عمليات قتالية. وأظهر استطلاع جديد أجرته «رويترز» أن مستوى رضا البريطانيين عن كاميرون تراجع لأدنى مستوى منذ توليه منصبه في العام الماضي وأبدى 38 في المئة فقط رضاهم عن أدائه. ومن غير المرجح أن تؤدي هذه الفضيحة إلى إسقاط كاميرون الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ نحو 15 شهرا لكنها ربما تجعل من الصعب عليه إدارة الائتلاف الذي يقوده المحافظون والذي يركز على التمكن من الخفض السريع للعجز في الميزانية من خلال إجراءات تقشفية جعلت النقابات تهدد بإضرابات جماعية. وقطع كاميرون رحلة إلى افريقيا للمثول امام البرلمان ويصر حزب العمال المعارض على استجوابه حول سبب تعيينه اندي كولسون وهو رئيس تحرير سابق لصحيفة نيوز اوف ذا وورلد التي استقال منها بسبب مزاعم التنصت على الهواتف. وأغلق مردوك الصحيفة الاسبوعية بسبب الفضيحة. وكان زعيم حزب العمال اد ميليباند قد مارس ضغوطا بالفعل على كاميرون بسبب كولسون الذي نفى ارتكاب أي مخالفات بعد حبس اثنين من العاملين في الصحيفة للتنصت على الهواتف عام 2007 . وعين كاميرون الذي كان زعيما للمعارضة في ذلك الحين كولسون مسؤولا للاتصالات لديه في ذلك العام وظل يحتفظ بهذا المنصب عندما أصبح رئيسا للوزراء في مايو ايار عام 2010. ويقول إنه أعطى كولسون هذه الوظيفة لأنه لم يكن هناك دليل على تورطه في واقعة التنصت. واستقال كولسون من منصبه الحكومي في يناير بعد أيام من إجراء الشرطة تحقيقا جديدا وبدأ ميليباند يهاجم كاميرون عندما ألقي القبض على كولسون لاستجوابه في وقت سابق من الشهر الحالي ثم أفرج عنه بكفالة. ودافع مردوك الذي وصف اليوم الذي مثل فيه أمام اللجنة البرلمانية بأنه «اليوم الاكثر إذلالا في حياتي» عن تاريخه وعن تاريخ ابنه جيمس وقال إنه لا يمكن ان يعلم كل شيء يفعله 53 ألف موظف يعملون لديه.