بعودة قطب الاعلام روبرت مردوك الى الولاياتالمتحدة وبدء العطلة البرلمانية، فقدت فضيحة التنصت على الاتصالات الهاتفية زخمها في بريطانيا امس، على رغم كشف معلومات كثيرة في وسائل الاعلام. يأتي ذلك في وقت عززت الشرطة البريطانية (اسكوتلنديارد) فريق التحقيق في فضيحة التنصت الهواتف، ورفعت عدد المحققين من 45 ضابطاً إلى 60. واعترف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بأن فضيحة التنصت زعزعت ثقة الشعب البريطاني في الصحافة والشرطة والسياسة. وعلى رغم انتقال مردوك الى نيويورك، يتوقع أن يتجاوز التحقيق في المخالفات المزعومة للصحف، مؤسسة «نيوز أنترناشونال» التي يملكها. وطالبت الشرطة بملفات تحقيق سابق في استخدام محققين خاصين، وفقاً لمعلومات حصلت عليها هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي). وأفاد تقرير بثته «بي بي سي» أن الشرطة طلبت قبل ثلاثة شهور الاطلاع على ملفات «عملية موتورمان» التي قادها مكتب مفوض الشرطة لشؤون الاعلام عام 2003. ويحتوي الملف على 4 آلاف طلب للحصول على معلومات سرية من محققين خاصين، تقدم بها 300 صحافي و31 مطبوعة، وكثير منها تم الحصول عليها بطرق غير مشروعة. ووجد التحقيق ان صحيفة «ديلي ميل» تقدمت بأكبر عدد من الطلبات، تليها «صنداي بيبول» و «ديلي ميرور». وعللت «ديلي ميل» طلبها المعلومات الى أسباب قد تتعلق بالمصلحة العامة، فيما أفادت مجموعة «ترينيتي ميرور» بأن صحافييها عملوا في إطار القانون ووفقاً لقانون الصحافة ولجنة الشكاوى السلوكية. ويأتي قرار زيادة عدد المحققين بعد تقرير للجنة الشؤون الداخلية أشاد بقرار أكرز الاتصال بجميع الضحايا المحتملين للتنصت في فضيحة «نيوز أوف ذا وورلد». لكن النواب لفتوا الى انهم على علم بأن 170 شخصاً فقط تم الاتصال بهم، فيما يقدر عدد الضحايا المفترضين ب12 ألف و800 ضحية. وحذروا من أنه اذا استمرت العملية، فإنها قد تلحق ضرراً كبيراً يؤخر بدء عمل لجنة التحقيق التابعة للقاضي اللورد ليفرستون والتي أعلن عنها رئيس الوزراء. وسعى كامرون الى تبرير موقفه بشأن علاقاته مع مجموعة روبرت مردوك اثناء جلسة صاخبة في البرلمان الاربعاء اذ اضطر للاقرار بانه ما كان عليه ان يعين رئيس التحرير السابق لصحيفة «نيوز اوف ذي وورلد». وواجه كامرون خلال ساعات عدة سيلاً من الاسئلة من قبل النواب، خصوصاً من المعارضة التي انتقدته بشدة لاحتفاظه لبعض الوقت بمدير الاتصالات اندي كولسون الذي كان سابقاً رئيساً لتحرير الصحيفة الاسبوعية الشعبية التي اغلقتها مجموعة مردوك والمشتبه بانها مارست التنصت على نطاق واسع بدءاً من العام الفين. وتم توقيف كولسون الذي ترك الصحيفة في 2007، لدوره المفترض في عمليات التنصت قبل ان يفرج عنه بشروط. واضطر للاستقالة من منصبه في مكتب رئيس الوزراء بسبب الفضيحة في كانون الثاني (يناير) الماضي. وقرر القضاء في لندن منح الممثل البريطاني هيو غرانت الحق في الاطلاع على المعلومات التي تمتلكها الشرطة، في شأن قيام محقق خاص عمل لصالح صحيفة «نيوز اوف ذا وورلد» بالتنصت على هاتفه. وأمر قاض الشرطة بإطلاع غرانت (50 سنة) وصديقته السابقة جيميما خان (37 سنة) وهي ناشطة مدافعة عن حقوق الانسان، على المعلومات المتعلقة بالرسائل التي تنصت عليها غلين مولكير ونشرت في صحيفة «نيوز اوف ذا وورلد» الشعبية وغيرها من الصحف. ودين مولكير وصحافي سابق في الصحيفة كلايف غودمان في 2007 بتهمة التنصت او محاولة التنصت على هواتف المشاهير، بما في ذلك محيط العائلة الملكية البريطانية. ومذاك، تقدم العديد من المشاهير، بينهم جود لو والممثلة سيينا ميللر ولاعب كرة القدم السابق بول غاسكوين، بدعاوى ضد «نيوز انترناشيونال» التي كانت تصدر «نيوز اوف ذا وورلد»، الى حين إغلاقها في 10 تموز (يوليو) الجاري.