شهدت مدينة حماة أمس نزوحا مكثفا خشية قيام السلطات السورية بعملية عسكرية في هذه المدينة التي يطوقها الجيش غداة مظاهرات ليلية في عدة مدن ردا على مسيرات التأييد التي نظمتها فعاليات نقابية واجتماعية، فيما وجه ناشطون سوريون الدعوة للتظاهر اليوم في يوم "جمعة لا للحوار" الذي نادى النظام السوري لعقده مع أطياف من المعارضة والمجتمع السوري يوم الأحد المقبل. وفيما أعلنت الولاياتالمتحدة أن تحذير السفر إلى سورية سيبقى قائما، كما أعلن السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس السلطات السورية إلى وقف أعمال القتل المستمرة في هذا البلد حيث قتل 23 مدنيا برصاص قوات الأمن في حماة (شمال) منذ الثلاثاء. وقال بان كي مون في لقاء مع الصحفيين في جنيف "في سورية، أعمال القتل مستمرة. يجب وقفها" داعيا دمشق إلى السماح لبعثات تقييم إنسانية وحقوقية بدخول أراضيها. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية أن السفير الأميركي في سورية توجه أمس إلى مدينة حماة، ويعتزم البقاء فيها حتى اليوم. وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند إن فورد الذي طالب عدد من البرلمانيين الأميركيين إدارة أوباما باستدعائه إلى واشنطن "عبر عن دعمنا لحقوق السوريين" في الوقت الذي يثير فيه الوضع في حماة "قلقا عميقا" لدى الولاياتالمتحدة. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس أنه "من غير المقبول" عدم تمكن مجلس الأمن من إدانة سورية بسبب معارضة روسيا، ووصف فرص قيام الرئيس السوري بشار الأسد بإصلاح النظام بأنها "معدومة". وقال جوبيه خلال مؤتمر صحفي "يبدو لنا من غير المقبول ألا يصدر مجلس الأمن موقفا حول وضع ليس فقط يتناقض مع قيم الأممالمتحدة وإنما يمس أيضا الأمن العالمي". واعتبر جوبيه أيضا أن قدرة نظام الرئيس السوري على الإصلاح "ضعيفة جدا إن لم تكن معدومة"، مضيفا "حين يتم اعتماد مثل هذا السلوك ولا يتوقف تصعيد العنف، تزول المصداقية". من جهة أخرى أكدت مصادر في هيئة الحوار أنها تسلمت ردودا سلبية من ممثلين عن المعارضة المنظمة في البلاد ترفض حضور اللقاء التشاوري المقرر الأسبوع القادم، رغم حرص الهيئة على حضور ممثلي المعارضة المنظمة وبذلها جهودا في سبيل ذلك. وهي ترى أن "الرأي المعارض ما زال ممثلا في اللقاء بحضور مستقلين ينتمون لهذا التيار الفكري بشكل أو بآخر" على اعتبار أن الحوار الوطني عموما لا يقتصر على المعارضة لكونها لا تمثل سوى جزء بسيط من التكوين المجتمعي. وكانت اللوائح حتى اللحظة قد ضمت ما يقرب من 244 اسما أكد قسم كبير منهم حضوره. في إطار آخر أكد متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن "اللجنة تمكنت من الدخول إلى مدينتي درعا وإدلب", وقال هشام حسن "تمكنا الأسبوع الماضي من الذهاب إلى درعا في الجنوب وإلى إدلب في الشمال.. إنهما أكثر المناطق إصابة بالعنف". وأوضح أن "وفد المنظمة الإنسانية توجه في 28 يونيو إلى درعا وفي 28 و29 يونيو إلى إدلب بهدف إجراء " تقييم سريع للاحتياجات من أجل التمكن من نقل مساعدة في أقرب وقت إلى السكان". وأوضح حسن أنه "عندما تنقل بعثة التقييم استنتاجاتها فإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستتمكن من إيصال المساعدة إلى سورية" مستطردا "إنها مجرد مسألة تنظيم".