في الوقت الذي يقدم فيه المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، من مقره في جنيف إفادة لمجلس الأمن الدولي اليوم وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي الموقف في سورية ب«الحرج»، قائلا إن «الموقف حرج والكرة الآن في ملعب عنان وهو الذي يقرر الخطوات المقبلة»، بينما حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة والمعارضة السورية على التعاون مع عنان مؤكدا في بيان تضامنه مع الشعب السوري وطموحاته المشروعة للكرامة والحرية والعدالة، وداعيا لإنهاء العنف وحل الأزمة من خلال الوسائل السلمية. وطالب العربي بإجراء تحقيق دولي في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين السوريين، خاصة في حمص وإدلب لافتا إلى ما تناقلته وسائل الإعلام من مشاهد مريعة حول الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء خاصة أعمال القتل والتصفية البشعة لعائلات بكاملها بما في ذلك الأطفال والنساء والشيوخ. وفي جنيف قال أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الأممي العربي المشترك إن عنان ما زال يجري اتصالات مكثفة مع السلطات السورية بشأن مقترحاته لوقف العنف. وأضاف «باب الحوار ما زال مفتوحا. ما زلنا نتواصل مع السلطات السورية بشأن مقترحات عنان». من جانبها أعلنت مسؤولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري اموس أمس أن بعثة مشتركة من المنظمة الأممية ومنظمة التعاون الإسلامي والحكومة السورية ستبدأ زيارات للمدن المحاصرة في سورية لتقييم الوضع الإنساني فيها مطلع الأسبوع المقبل. وأوضحت اموس أن البعثة ستكون بقيادة الحكومة السورية وأن الفريق سيجمع المعلومات عن الوضع الإنساني بوجه عام ويعاين الأوضاع بصورة مباشرة في حمص، حماة، طرطوس، اللاذقية، حلب، دير الزور، درعا وريف دمشق. وقال وزير الخارجية الجزائرية مراد مدلسي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيطالي جيوليو تارزي بالعاصمة الجزائرية أن «هناك حظوظا في أن نرى خلال الأيام المقبلة إمكانية إدخال معونات إنسانية (للشعب السوري) ربما ليس في ظروف مثلى لكن مقبولة». وقدمت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي معونات عاجلة للاجئين السوريين في مختلف المناطق اللبنانية التي يتجمعون فيها لا سيما في منطقة وادي خالد شمال لبنان ومناطق البقاع والمناطق الحدودية بين سوريا ولبنان. وقال مدير مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في لبنان عبدالكريم الموسى إن هذه المساعدات التي استفاد منها حوالي 1600 أسرة حتى الآن عبارة عن سلال تزن الواحدة منها نحو 30 كيلو جراماً. لكن «قافلة الحرية» التي نظمها ناشطون سوريون توقفت أمس على مشارف مدينة كيليس التركية الحدودية مع سوريا بعد منعها من دخول سورية. وكانت القافلة التي تضم مئتين من الأشخاص معظمهم سوريون يعيشون في الخارج انطلقت في وقت سابق أمس من مدينة غازي عنتاب التركية باتجاه الحدود السورية بهدف تقديم مساعدات إنسانية للشعب السوري.