يرى محللون أن مستوى صادرات النفط السعوية قد يتأثر بتزايد الاستهلاك الكبير لمحطات الكهرباء خلال الصيف الجاري أكثر من أي وقت مضى مع تنامي الطلب على استخدام الكهرباء وخاصة مكيفات الهواء. وقال جون توتي المحلل لدى اتش.اس.بي.سي السعودية "طاقة تصدير الخام المتاحة لدى السعودية تتقلص .. هناك زيادة في الصادرات .. لكن هناك زيادة في الطلب على الكهرباء في الصيف". وكان وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي قال في تصريحات سابقة إن المملكة ستنتج ما تحتاج إليه السوق من النفط الخام بعد انهيار محادثات أوبك بشأن الإنتاج في أوائل يونيو. ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج السعودية نحو مليون برميل يوميا ليصل إلى حوالي عشرة ملايين برميل يوميا في يوليو الجاري. لكن معظم هذه الزيادة قد يلتهمها الطلب المتنامي على استخدام مكيفات الهواء في الصيف، مما يترك كمية أقل من الإمدادات السعودية الإضافية للمصافي في الخارج. وتوقفت مصفاة رابغ التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل يوميا بسبب أعمال صيانة قبل أن تعقد أوبك اجتماعا في الثامن من يونيو لكنها تعزز الإنتاج منذ ذلك الحين وتقترب من الطاقة الإنتاجية الكاملة. ولا يمثل الاستهلاك المتنامي للخام في رابغ مشكلة للسعودية التي تحقق أرباحا جيدة من بيع المنتجات المكررة، ولا للسوق العالمية التي تشتري هذه المنتجات. لكن توليد الكهرباء -الذي يستهلك كميات متزايدة من النفط الخام بسبب استخدام الكميات المحدودة من الغاز الطبيعي في صناعات أخرى- هو الذي يقلص طاقة إنتاج النفط الفائضة وقد يقلص الصادرات السعودية في المدى البعيد. ويتوقع مايكل ويتنر كبير محللي النفط في بنك الاستثمار الفرنسي سوسيتيه جنرال أن تتراجع الإمدادات الإضافية التي ستضخها السعودية في الصيف إلى الأسواق العالمية. وقال في مذكرة بحثية "الزيادة التي قدرها مليون برميل يوميا بين مايو ويوليو أقل مما تبدو للوهلة الأولى"، في إشارة إلى تنامي استهلاك الخام في مصفاة رابغ وزيادة محتملة قدرها 300 ألف برميل يوميا في استهلاك الخام في محطات الكهرباء السعودية في الفترة من مايو حتى يوليو. وأضاف "الخلاصة هي أن صادرات الخام السعودية - وهي ما يهم أسواق الخام العالمية- سترتفع بواقع 300 ألف برميل يوميا فقط." ويؤدي تعويض الزيادة في استهلاك الخام في توليد الكهرباء بزيادة إنتاج الآبار إلى تآكل الطاقة الإنتاجية الفائضة في الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك مثل هذا الهامش الكبير لتهدئة المخاوف بشأن المعروض منذ انقطاع إمدادات الخام الليبي الخفيف في فبراير. وقررت وكالة الطاقة الدولية إطلاق كميات من الاحتياطيات النفطية للدول المستهلكة بهدف سد العجز الليبي. ويتوقع أن يصل استهلاك النفط في محطات الكهرباء السعودية في الأيام القائظة إلى 1.2 مليون برميل في الشهرين المقبلين وهو ما يؤدي إلى خسارة أرباح محتملة من الصادرات بقيمة 3.7 مليارات دولار شهريا، على أساس أن سعر النفط 100 دولار للبرميل. وتقول مصادر بصناعة النفط السعودية إنه من المرجح أن يصل متوسط استهلاك النفط الخام إلى 540 ألف برميل يوميا في عام 2011 ارتفاعا من 403 آلاف برميل يوميا العام الماضي. لكن الاستهلاك سيكون أعلى من ذلك كثيرا في أيام الصيف في طفرة استهلاكية سببها استخدام مكيفات الهواء مع ارتفاع درجات الحراة في الشرق الأوسط.