مساء كرنفالي غير مسبوق، شهدته ساحة أبها الشعبية أمس في احتفال إطلاق مهرجان أبها السياحي بتشريف من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، وحضور أمير منطقة عسير، رئيس مجلس التنمية السياحية، الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، وحشد كبير من مسؤولي المنطقة وأهاليها وسياحها من داخل وخارج المملكة. وقوبل الأمير خالد الفيصل لحظة وصوله مقر الاحتفال بعاصفة من ترحيب الجماهير الذين اكتظت بهم المدرجات المخصصة لهم، وحملوا الأعلام الخضراء وصورا لضيفهم الذي يشاركهم فعاليات وبرامج صيفهم، فيما رددوا بصوت واحد السلام الملكي الذي عزفته الفرقة الموسيقية التابعة للقوات المسلحة في بداية الاحتفال. واستهل أمير عسير الاحتفال بكلمة قال فيها: "اسمحوا لي بداية أن أُرحب بأخي الأَمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز على قبوله الدعوة، وتشريفه حفلنا هذا في لحظة استثنائية من عمر الزمن، حرصنا أن يشاركنا فيها من أطلق شارة البدء ورفع راية السياحة الداخلية النقية فتحولت برؤيته الرائدة كلمة "السياحة" إلى ثقافة وصناعة، وطموح يسعى إلى نيله وتحقيقه الكثير من شرفاء الوطن". اسم كبير وأضاف الأمير فيصل في كلمته: "خالد الفيصل".. هذا الاسم الكبير في تاريخ الولاء والانتماء الوطني والعطاء الفكري المتميز.. اسم نقش على جبين عسير بمبادرات تاريخية وتنموية يشهد لها إنسان هذه المنطقة بأَنها كانت حقبة زمنية مهمة شهدت من خلالها عسير تحولات جذرية على كُل شبر من أَرضها.. أَهلا بك سمو الأمير في مدينة تباهت بوجودك.. أهلا بك هنا وأنت تعانق الغيم مرة أُخرى في لحظات تستعيد فيها أياماً خالدة بين أهلك ومحبيك، وفي أحضان أبها البهية هذه المدينة الحالمة التي أعطتك عبر سبعة وثلاثين عاماً الإلهام وبادلتها الحب والشعر والتنمية.. أَهلا بك أخي الأكبر عرفانا ووفاء من أخيك الذي كان له شرف العمل بجانبك لينال شرف الاقتداء والتفاني في خدمة الوطن.. أهلاً بكم ضيوفنا الكرام ترددها جبال نهران والسودة صدى لتراحيب أهل عسير الكرماء. خيار عسير وزاد أمير عسير "مرحباً بكم في عسير، حيث تجاوزت السياحة الجمال الأَخاذ والجو العليل والفعاليات المتعددة والمتجددة عاما بعد عام، إلى خيار الجذب السياحي للأسرة الخليجية، والمساهمة في تأهيل وتوظيف أبناء وبنات المنطقة في هذه الصناعة وإيجاد فرص لاقتصاد سياحي فاعل، ولن ترضى عسير بغير هذا الخيار هدفا وصدارةً نستمد العزم من عطاء قائد تعلمنا منه كيف تكون الأعمال مشابهة للآمال لتكون الطموحات واقعاً على الأرض، والإنجازات شاهداً على العمل". الشكر للقيادة واختتم الأمير فيصل بن خالد كلمته "شكراً لسيدي خادم الحرمين الشريفين رافع راية الإسلام والسلام وباني نهضة المملكة العربية السعودية في القرن الواحد والعشرين، ولسمو سيدي ولي العهد الوفي على العهد سائلين الله أن يعود إلى أرض الوطن سالما يرفل في ثياب الصِّحة والعافية، ولسمو سيدي النائب الثَاني حامي الأمن وميزان الوسطية، القوي في وجه أعداء الوطن الأمين على منجزاته، على ما يقدمونه لهذا الوطن وهذا الشعب الوفي من وفاء وتكريم.. والشكر للقامة التي تتصدر مسرحها الَذي بدأته لأخيه "خالد" على تلبيته دعوة أخيه، وعلى قبوله أن يكون ضيف عسير الكبير، وأن يكون بدر المكان الذي اعتاد أن يضيء منه، ويرسل أنواره إليه". هدية تذكارية قدم أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز هدية تذكارية للأمير خالد الفيصل بمناسبة تشريفه الحفل الشعبي لإطلاق مهرجان أبها السياحي تقديرا وعرفانا بزيارته للمنطقة. قصائد شعرية تخلل الاحتفال أربع قصائد شعرية فصحى ونبطية، بدأها الشاعر أحمد عسيري، تلاه الشاعر الدكتور محمد العمري، فيما ألقى الشعراء علي البورعي، فلاح القرقاح وسعيد بن ذياب العمري قصائد نبطية نالت استحسان الجماهير وتفاعلت مع الأبيات التي حوتها وركزت على فرحة أمير وأهالي عسير بمقدم ضيفهم واحتفائهم به. أوبريت فني "ايه يا خالد الفيصل.. باسم راعي الوفاء فيصل .. أرحب أرحب رعاك الله.. للوفاء بينكم قصة.. والزمن صار يرويها" بهذه الكلمات تقدمت جموع من الفرق الشعبية المشاركة بأداء لون "الزامل" الشعبي ترحيبا بضيف عسير، معلنة بذلك انطلاقة الأوبريت الفني، من كلمات الشاعر عبدالله الشريف، وألحان الفنان صالح خيري، بمشاركة الفنانين نايف البدر وعبدالله القرني وأنس النهاري وخالد خيري، وإخراج مسرحي محمد أبو حريد وإخراج عام محمد مدني، وأداء الفرق الشعبية من مختلف محافظات المنطقة. وتضمن الأوبريت ست لوحات فنية غنائية حملت في معانيها الوفاء والتكريم لضيف المنطقة الذي تدين له بالفضل الكبير في توهجها سياحيا على مدار ثلاثة عقود ماضية، حتى تحولت لصناعة ومصدر رزق استفاد غالبية الأهالي من مردودها. وتناولت اللوحة الأولى علاقة الوفاء والحب المتبادل بين الأميرين خالد الفيصل وفيصل بن خالد، فيما وصفت اللوحة الثانية وفاء الإنسان السعودي لوطنه وعدم تأثره بما يحصل حوله من فتن، وتغنت اللوحتان الثالثة والرابعة بولاء الشعب لمليكه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والعلاقة الخالدة بينه وبين شعبه، أما اللوحة الخامسة فتغزلت في مدينة أبها وجمالها وما وصلت إليه من مكانة، واختتم الأوبريت باللوحة السادسة وعبرت عن الفخر بين الحاكم والشعب والتلاحم الذي يجسد وحدة الوطن. ألعاب نارية أضاءت الألعاب النارية وعروض الضوء والصوت سماء الساحة الشعبية وسط أبها، وسط تفاعل كبير من الجماهير، فيما اختتم الاحتفال بأغنية (فوق هام السحب) قبل أن يغادر أمير منطقة مكةالمكرمة إلى مقر إقامته بعد ليلة احتفالية توجه فيها أمير وأهالي عسير بالحب والتقدير والوفاء.