تبنى مواطن بمنطقة عسير فكرة إنشاء مطعم متخصص في تقديم الوجبات المحتوية على ما ذكر في القرآن والسنة من أطعمة ومشروبات، بعد أن نجح في تقديم هذا النوع من الأطعمة في الأسواق الموسمية كسوق رمضان الشعبي، وفي المواسم السياحية، وأصبح له زبائن يطلبون هذه الأطعمة من داخل منطقة عسير وخارجها، فيما يكثر ارتياد المطعم من قبل كبار السن وبعض المرضى الذين وصفت بعض هذه الأطعمة لعلاجهم في الطب النبوي. يقول صاحب المطعم علي الأحمري إن مطعمه هو الأول من نوعه على مستوى المملكة، وفكرته كانت نابعة من تجربته الشخصية التي قضاها طيلة خمس سنوات ببيع هذه الأصناف من الأطعمة في الأسواق الموسمية بالمنطقة، ورغبة منه في تقديم بديل عربي إسلامي صحي لما يقدم في المطاعم الأجنبية من وجبات سريعة قد تضر بالصحة، مستندا في ذلك على بعض ما جاء في القرآن والسنة من أطعمة ومن مقادير تحتويها. وأضاف "توجهت للأمانة للحصول على ترخيص فاشترطوا ضرورة أخذ تصريح من هيئة كبار العلماء يوضح عدم وجود أي محظور شرعي مما يقدم في هذا المطعم، أو ما يستند عليه من أدلة للأطعمة المقدمة، وقمت بمخاطبتهم بدوري، وتم الرد علي من قبل عضو الهيئة الشيخ عبدالكريم الخضير الذي أكد لي أن اللجنة اجتمعت لمناقشة هذا الأمر، وتبين عدم وجود أي محظور شرعي من إنشاء مثل هذا المطعم". وعما يقدم في المطعم من أكلات لفت الأحمري إلى أنه يتم تقديم التلبينة النبوية المكونة من دقيق الشعير واللبن والعسل، ويتم تقديم اليقطين كأحد الخضراوات المذكورة في السنة النبوية بفوائدها الصحية للقلب، واللبن، واللحم الطري وهو السمك البارد، وأكلة محتوية على عدد من المكونات الصحية تسمى بوجبة "الملكة" تحتوي على اللبن والخل وحبة البركة والبقوليات كالفاصوليا، إلى جانب مشروب الزنجبيل البارد، حيث ورد في قوله تعالى "ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا". إذ تبين بعد بحث في تفسير هذه الآية، وبعد الرجوع لكتاب "الزنجبيل دواء وشفاء ووقاية" للدكتور جميل قدسي، أن السقيا لا تكون إلا بما هو بارد، وعرف شراب الزنجبيل عند البعض بكونه ساخنا ومغليا، فتم تبني صنع هذا الشراب البارد، ومخاطبة بعض شركات العصائر المحلية لتبنيه. وأشار إلى أنه يستخدم "العصف" و"الريحان" كتتبيلة لبعض الأكلات، كما يقدم أكلة بيض النعام، ويضاف له اللبن والخل وتحلية "أم علي" المعروفة، ولكن يتم صنعها بإضافة القمح والحليب والعسل والتين والرطب والعنب، وبذلك نكون قد حولناها لأكلة محتوية على الكثير من المقادير المذكورة في الكتاب والسنة. وأضاف الأحمري أنه يتم تقديم وجبات خاصة بمرضى السكري والمحتوية على الحلبة وأقراص الذرة التي تسمى في عسير ب"المسيّلة" وهي عبارة عن خبز يحتوي على دقيق الذرة ويضاف له البصل والبهارات بأنواعها. وقال الأحمري إن الكثير من الأكلات تمت عليها دراسات لفوائدها الصحية وقد لا يعلم البعض أنها موجودة لدينا في القرآن والسنة منذ 1432 سنة، مؤكدا أنه أصبح له زبائن من الرياض والمنطقة الشرقية والقصيم ومكة من مناطق متعددة داخل عسير وخارجها يتصلون به لطلب أنواع معينة من الأكلات المقدمة. وعن الخطوات المقبلة لتطوير الفكرة لفت الأحمري إلى أن المطعم صغير في مساحته إلا أنه يطمح لتوسعته مستقبلا ولإضافة عدد من الأكلات كالثريد المذكور في السنة، إلى جانب القيام بتخصيص مكان لزراعة الزنجبيل والنعناع والليمون بالقرب من المحل.