بات فصل الصيف يشكل هاجساً لكثير من الأسر ليس لاختيار المكان الذي يقضون فيه إجازتهم؛ بل لكيفية المحافظة على منازلهم وممتلكاتهم من عبث وسرقة ضعاف النفوس، حيث تسجل مراكز الشرطة الكثير من قضايا السرقات التي تطال منازل وسيارات المواطنين والمقيمين، والتي تستخدم فيها الكثير من الطرق والحيل. المواطن عبدالرحمن الخاطر قال ل"الوطن": الإجازة باتت تشكل هاجساً كبيراً بالنسبة لي وخصوصا بعد تعرض منزلي للسرقة، حيث تمت سرقة مصوغات ذهبية وساعات ثمينة، كما تعرض عدد من المنازل في الحي الذي أسكنه للسرقة أيضاً، الأمر الذي جعلني أكثر حيطة وحذراً من أي وقت مضى، حيث قمت بوضع سياج حديدي على النوافذ والأبواب بالرغم من أن ذلك قد يشكل خطراً كبيراً في حالة حدوث حريق ويمنع خروج أفراد الأسرة، ولكن ما شجعني على ذلك هو إعاقة السارق، كما أن بعض الجيران قام بوضع أجهزة إنذار على المنازل. وأشار الخاطر إلى أنه لن يترك في حالة سفره أو مغادرته المنزل أي شيء ثمين أو مبالغ نقدية أو ما يسهل سرقته وحمله مما غلا ثمنه. مناشداً مضاعفة جهود الدوريات الأمنية وخصوصاً خلال هذه الفترة، وتكثيف التواجد داخل الأحياء السكنية. أما المواطن محمد الزهراني، فعبر عن ثقته الكبيرة في رجال الأمن، وقال إن المواطن يقع على عاتقه الكثير من المسؤولية، إذ إن المال السائب يعلم السرقة، لافتاً إلى أن المواطن يجب أن يكون هو رجل الأمن قبل رجال الأمن أنفسهم. وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي إن السرقات تعتبر من القضايا الجنائية التي تقع بشكل متكرر، بينما ما زالت ضمن مؤشراتها المعتادة في المنطقة الشرقية وذلك بالرغم من تمدد المحيط العمراني، وتعدد الوحدات السكنية، وحيازة الفرد العديد من الممتلكات الخاصة والثمينة الثابتة والمتحركة، والتي تدفع الآخرين من ضعاف النفوس للسعي من وراء الحصول عليها بطرق غير مشروعة. مشيراً إلى أنه لا يمكن منع السرقات إجمالا من الوقوع بشكل نهائي لأنها سلوك بشري وغريزة شيطانية لدى البعض من ضعاف النفوس، وأنه من الصعب تقويم هذا السلوك والتحكم بتلك الغريزة من خلال الجهاز الأمني فقط، إذ يتعين على المجتمع ومؤسساته المتعددة العمل على هذا الجانب أيضاً، كما أن للأسرة دورا هاما في تصحيح سلوكيات أفرادها ومراقبتهم بين الحين والآخر. وشدد الرقيطي على أهمية حرص الراغبين بالسفر خلال الإجازة الصيفية على إحكام إغلاق أبواب المنازل وتأمين النوافذ وفتحات التكييف بسياج حديدي -خصوصاً في الدور الأرضي- وعدم ترك الأشياء الثمينة داخل المنزل، مشيراً إلى أنه يمكن الاستعانة بأحد الأقارب الثقاة لتفقد المنزل بين حين وآخر لإزالة الأوراق المتراكمة والتحكم في الإضاءة بشكل مختلف للإيحاء لمن يقوم بالمراقبة عن وجود أحد بالمنزل، لافتاً إلى إمكانية الاستفادة من التقنيات الحديثة المتوافرة بالأسواق بأسعار معقولة كأجهزة الإنذار المبكر، وكاميرات المراقبة وغيرها، للحد من تعرض المنزل للسرقة. وأكد الرقيطي، حرص الشرطة والعاملين بالمجال الميداني تحديدا من دوريات أمن وبحث جنائي، على تغطية كافة الأحياء السكنية، والمحال التجارية، والمواقع الهامة والحساسة، وذلك من خلال التواجد والانتشار والمسح الميداني الدوري للعمل على ضبط المشتبه بهم، ورصد الملاحظات الأمنية في حينها، سعيا للحد من وقوع الجرائم بأنواعها وللحد كذلك من السرقات، لافتاً إلى مراعاة المسؤولين عن إعداد الخطط الميدانية، توزيع دوريات الأمن وفق جغرافية الجريمة وأماكن تمركزها، وفقاً لمعطيات مؤشرات ونتائج التحليل الجنائي التي تقوم به شعب وأقسام الرصد الإحصائي بالشرطة. وتابع قائلاً إنه من المهم جداً رفع مستوى الحس الأمني لدى المواطنين والمقيمين للإبلاغ عما يثير الاشتباه من الأشخاص والسيارات التي تتردد على الحي، والمسارعة في تمرير المعلومة اللازمة ليتم التعامل معها من قبل دوريات الأمن في حينه، وكذلك المحافظة على الممتلكات الخاصة والعامة وعدم تركها عرضة للسرقة نتيجة إهمال غير مبرر، كترك المركبة مفتوحة ومحركها بحالة دوران، أو ترك الأشياء الثمينة أمام مرأى الجميع ولا سيما خدم المنازل.