يشهد الهواء الطلق لمدينة جنيف معرضاً دولياً ضخماً لفن الكاريكاتير العالمي يضم مئات من أبرز الرسوم الكاريكاتيرية المنشورة في مُختلف الصحف الدولية. من إنتاج عشرات من رسامي الكاريكاتير من مختلف بلدان العالم. ويعالج "فن الخطوط الصغيرة" الذي يوصف بأنه "الأبلغ قولاً من أي صورة وأي مقال"، خمسة مواضيع هي: حقوق الإنسان، علاقات الشمال الجنوب، الانحباس الحراري، الممنوع والمحظور، النزاعات المسلحة. والمعرض عبارة عن سلسلة من اللوحات الكبيرة تم تسطيرها على طول الكورنيش المُحاذي لبحيرة جنيف وقد احتوت كل واحدة منها رسماً كاريكاتيرياً. وجاءت الرسوم التي تناولت حقوق الإنسان أمام قصر ويلسون، مقر المفوضية العُليا لحقوق الإنسان. من بين العشرات من رسامي الكاريكاتير، شارك رسام كاريكاتير عربي واحد هو المغربي خالد كيدار (صحف: المساء، أخبار اليوم، العصر "المغربية"، وإلموندو "الإسبانية". ومن أشهر المشاركين: نو ريو، أحد أكثر رسامي الكاريكاتير شهرة في شرق آسيا والحائز على عدة جوائز عالمية وعلى أعلى جائزة يابانية. يقوم ريو كل شهرين بجولة في دول العالم لتقديم رسومه الداعية للتسامح والسلام. وهناك أيضاً الرسَّام الإيراني المُقيم في فرنسا، كينوش راميزاني. أما المسؤول عن تنظيم المعرض، رسام الكاريكاتير السويسري، باتريك شابات (والده لبناني وأمه باكستانية)، فهو من أكثر رسامي الكاريكاتير الأجانب نُصرة للقضية الفلسطينية. وقد توجه شابات إلى غزة بعد العدوان الإسرائيلي (ديسمبر 2008 يناير 2009) لينشر إثر ذلك أقوى الرسوم الكاريكاتيرية المُدينة للعدوان. ويرسم شابات في كل أسبوع ثلاثة كاريكاتيرات في "لو تون"، أكبر الصحف السويسرية الناطقة بالفرنسية، واثنان في "إنترناشونال هيرالد تربيون" الأميركية، وواحد في "نيو زورخر زايتونك"، أكبر الصحف السويسرية الناطقة بالألمانية. وستقدم مؤسسة "كاريكاتير من أجل السلام La Fondation Dessins pour la Paix/Cartooning for Peace"، التي تُنظم معرضها الأول هذا، جائزتها للفنان الفائز في مايو 2012. وسيتم اختيار الفائز من قبل هيئة تحكيم تضم الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنَّان، ورسامين محترفين في الكاريكاتير، وفائزين بجائزتي نوبل للآداب والسلام، وممثلين عن منظمات الأممالمتحدة، ومنظمات غير حكومية. وُلِدَت المؤسسة، التي يرأسها رسام الكاريكاتير الفرنسي الشهير بلانتو Plantu (على الصفحة الأولى من لو موند)، في جنيف العام الماضي عقب اجتماع جرى تحت إشراف الأممالمتحدة شارك فيه نحو 250 رسام كاريكاتير من مختلف أنحاء العالم. وقد شكَّل الرسامون، إلى جانب المؤسسة، شبكة عالمية على الإنترنت للدفاع عن مبادئ هذا الفن.