تجددت المواجهات بين الثوار وكتائب العقيد الليبي معمر القذافي في مدينة الزاوية غرب البلاد، بعد هدوء استمر أكثر من شهرين. وكشف نشطاء ليبيون أمس أن أكثر من 70 قتيلا سقطوا بالاشتباكات، التي بدأت أول من أمس ومازالت مستمرة في المدينة وضواحيها، وأسفرت عن مقتل أكثر من 50 من المرتزقة وما يقارب 20 من الثوار". وذكر النشطاء أن كتائب القذافي قامت بقطع الطريق الساحلي المؤدي إلى تونس لمنع تدفق اللاجئين إلى الخارج. وحول مصراتة، قال النشطاء إن حالة من الهدوء الحذر تسود المدينة وسط أنباء عن تجمع عدد كبير من الآليات والأفراد استعدادا لهجوم جديد من الناحية الشرقية. وكانت المدينة شهدت اشتباكات أول من أمس أدت إلى سقوط أكثر من 30 قتيلا. وفي الزنتان، غرب طرابلس، قصفت كتائب القذافي أمس ضواحي المدينة، التي تقع تحت سيطرة المعارضة، بالمدفعية الثقيلة خصوصا صواريخ جراد وكاتيوشا، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 21 آخرين. وإلى الشرق بين الزنتان ويفرن كان الوضع متوترا جدا. ويحاول الثوار منذ أيام تضييق الخناق على البلدات الرئيسية في هذه المنطقة والقضاء على جيوب المقاومة لقوات القذافي التي تختبئ داخل البلدات، خاصة في يفرن والقلعة. وكانت مدينة سبها، معقل قبيلة القذاذفة، شهدت خلال اليومين الماضيين تظاهرات ضد نظام القذافي، بحسب المجلس الوطني الانتقالي. في غضون ذلك، أعلن حلف الناتو في بروكسل أمس أنه شن 4050 طلعة قتالية حتى أول من أمس استهدفت مقدرات كتائب القذافي في طرابلس، وقرب محلة ودان وسط البلاد، وقرب مصراتة، وقرب الزنتان في الجبل الغربي. بدوره أعرب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو عن الأمل في أن يقوم "الشعب الليبي قريبا باعتقال" القذافي بعد احتمال إصدار مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وذلك في مقابلة نشرت أمس. وقال لصحيفة "الموندو" الإسبانية "نأمل أن يتخذ القضاة قرار اعتقال القذافي في الأسابيع المقبلة. نعمل على فرضية اعتقاله من قبل ليبيين، من قبل أشخاص في النظام. وفي حال استحال ذلك من قبل المجلس الوطني الانتقالي". ومن جهتها، أعربت لجنة التحقيق الدولية المعنية بالنظر في انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا، عن مخاوفها إزاء الانتهاكات التي يرتكبها طرفا النزاع. وطالبت الجانبين بالالتزام التام بالحقوق والقوانين الإنسانية الدولية.